جذبت أصوات حداء الإبل والأشعار المنشدة بألحان أهل البادية التي تتجاوز حدود أرض فعاليات مهرجان سفاري بقيق في نسخته الثانية زوار وزائرات المهرجان ، بكلمات جمعت بين جزالة المعنى وجمال الصوت. ففي مهرجان "سفاري بقيق" الذي انطلق فعالياته أمس الأول الخميس برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية ويستمر 10 أيام على طريق "الدمام - الرياض" يردد فيه الأشعار والألحان المتنوعة التي اعتاد أهل البادية عليها حيث تقام في المهرجان خيمة كبيرة باسم "صيوان" يتجاوز طولها 150 متراً خصصت كخيمة ثقافية وللضيافة ، يستضاف فيها الشعراء والمنشدين ورواة القصص، وكذلك عشاق الصحراء وكبار السن ومحبو القصيد. وأوضح المشرف على الخيمة الرئيسية في المهرجان فيصل العتيبي أن الخيمة مفتوحة لجميع الزوار ليستمتعوا بالقصص، مشيراً إلى أنها تقع في مكان يكشف أرض المهرجان لتتناغم القصائد الشعرية وألحان الأناشيد مع عروض الخيالة وسير الإبل وبيوت الشَعر التي اصطفت بشكل مميز يجسد حياة البادية. وبين العتيبي أن الخيمة تتسع في الداخل لأكثر من 500 شخص وصممت على الطريقة التقليدية الشعبية "بيت شعر" مفتوح على الساحة ليتم تقديم العديد من الفعاليات التراثية الصحراوية حيث تستضيف عدداً من الشعراء من المملكة ودول الخليج العربي ورواة القصص الشعرية ومنشدين وفرق شعبية وفعاليات فلكلورية ثقافية وموروث شعبي متنوع يقام لأول مرة في المهرجانات، فيما يتم تحضير القهوة العربية أمام الزوار وبالطريقة التي تتم على النار والجمر في مقدمة الخيمة وبأدوات أهل البادية. وأشار العتيبي إلى أن المهرجان عمل على التنوع في كل الفعاليات من دون الخروج عن هوية تراث الصحراء بأسلوب يناسب جميع أطياف وفئات المجتمع السعودي ودول الخليج بشكل عام وتعرّف الزوار الأجانب من الدول الأخرى بالتراث الصحراوي الأصيل، مبيناً بأن الموقع والخيام تم تجهيزها بأسلوب بسيط يتبادر إلى ذهن الزائر ذلك الإنسان البسيط الذي عاش وسط الصحراء مع الإبل بعيداً عن حياة التحضر والتمدن. وأفاد أن الزوار لا يخفون سعادتهم بما يشاهدونه في المهرجان وبمكوناته التي تنقل الزائر إلى الصورة التي عاشها سكان البادية في السابق، وتستعيد ذكريات من عاصر الحياة فيها من كبار السن, مشيراً إلى أن من يدخل الخيمة يستمع لمفردات قد تكون غير معروفة لديه خصوصاً في القصائد الشعرية أو المصطلحات المتعلقة برعاية الإبل ونحوها، لافتاً إلى أن ذلك يعود لكونها تختص بالحياة البادية وما يتعلق بها والتي تختلف بشكل كبير عن حياة المدن.