أكد معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامه بن فضل البار أن المرتبة المتقدمة والمكانة المرموقة التي تحتلها المملكة بين دول العالم لم تك وليدةً الصدفة، بل جاءت عبر عديد الخدمات الجليلة التي تقدمها المملكة للقضايا العربية والاسلامية في مختلف المجالات العلمية والفكرية والثقافية والسياسية، وما تتميز به من منهج وسطي معتدل، وما يتمتع به قادتها من الحكمة والحصافة والرؤية التي ميزت منهج هذه البلاد الطاهرة. وعدّ معاليه المملكة من أوائل دول العالم على الإطلاق التي حاربت الإرهاب والتطرف بجميع أشكالها ومظاهرها أياً كان مذهبها وتسميتها، حيث خطت المملكة خطوات كبيرة وملموسة في مكافحتهما على الصعيدين المحلي والدولي، فيما أسهمت بفعالية في التصدي لها من خلال المؤتمرات واللقاءات والمشاركات العربية والدولية والمبادرات الفكرية والإعلامية والمالية والعسكرية وكانت أول دولة توقع على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي بمنظمة المؤتمر الإسلامي في عام 2000م ، وبما يؤكد ريادتها في مجال مكافحة الارهاب والتطرف. وأضاف معاليه أن المملكة خطت خطوات جادة محلياً وإقليميًا ودوليًا أسهمت بفعالية في التصدي لهذه الظاهرة من خلال مشاركتها في كل جهد دولي يسعى إلى تحقيق الاعتدال، وهي تواصل جهودها في استئصال شأفة التطرف والإرهاب بمختلف الوسائل، والتعاون مع المجتمع الدولي في جميع المحافل الدولية التي ترمي إلى الوقوف لمواجهة هذه الظاهرة واجتثاثها، وتجريم من يقف خلفها، فلا تزال المملكة تذكر العالم في كل مناسبة محلية وإقليمية ودولية بخطورة هذه الظاهرة في زعزعة واستقرار أمن العالم، ومن خلال تجربتها الرائدة وجهودها الكبيرة وخبرتها التراكمية التي باتت أنموذجاً يحتذى وحظيت بتقدير محلي ودولي نظراً لنجاعتها ومعالجتها الناجحة في مقاومة هذه الآفة الخطيرة. وعن المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف "اعتدال"، أوضح البار أن المركز مبادرة تضاف إلى المبادرات التي جعلت المملكة رائدة وزعيمة في مكافحة التطرف الفكري، وذات جهود عظيمة في منع انتشار الأفكار المتطرفة، مؤكداً أن المركز يأتي تجسيداً لموقفها الثابت والصارم واعترافاً دولياً بريادتها في هذا المجال، فهي المرة الأولى التي تجمع فيها دول العالم صفاً واحداً وبشكل جاد لمواجهة خطر التطرف، لما يشكله من تهديد للمجتمعات وتعريضها للخطر، حيث يهدف المركز إلى مكافحة الفكر المتطرف وتعزيز سياسة التسامح ودعم نشر الحوار الإيجابى، وتفنيد خطاب الإقصاء وترسيخ مفاهيم الاعتدال، وتقبل الآخر، وصناعة محتوى إعلامي يتصدى لمحتوى الفكر المتطرف بهدف مواجهته، وكشف دعايته الترويجية، وبما يجسد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على تحقيق الأمن والسلام العالمي، ويشير بجلاء إلى الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في التصدي لأعظم خطر يواجه العالم منذ الحرب العالمية الثانية بحكم ثقلها في العالمين العربي والإسلامي وخبراتها في محاربة الإرهاب.