المساجد في الإسلام من معالم الحضارة الإسلامية ، فهي بيوت الله وعمارتها ولها فضل كبير في الإسلام ، لقوله تعالى " إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله " وقول الرسول صلى الله عليه وسلم " أحب البلاد إلى الله مساجدها " ، حيث يعد المسجد المركز الأول التي انطلقت منه الدعوة الإسلامية في الصدر الأول من نواحي المعمورة كافة . هذا ما قدم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لكتاب ( تاريخ المساجد والأوقاف القديمة في بلد الدرعية إلى عام 1373ه ) ، حيث قال " يُعنى كما هو في عنوانه بمساجد الدرعية وأوقافها الشرعية ، حتى زمن المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وما بعده من قادة البلاد ". وأضاف أيده الله يقول" إهتم المؤلف بمساجد الدرعية ، لما لهذه البلدة من أثر كبير على الجزيرة العربية وبلاد الإسلام كافة ، واحتضانها الدعوة الإصلاحية في عهد الإمام محمد بن سعود رحمه الله ، حيث تميز بتتبع أماكن المساجد وأسمائها وأوقافها عبر مدد زمنية طويلة بأسلوب المسح الميداني ، والاستعانة في تحقيق صحة الأماكن والمساجد والأوقاف بعارفي البلد وأهلها . وعبر رعاه الله عن أمله بأن يحقق الكتاب الفائدة المرجوة، نظراً لأهميته للدارسين والباحثين في تاريخ المملكة العربية السعودية، وتوفير المصادر التاريخية الموثقة، وربط للأجيال بماضي الآباء والأجداد. وتوزعت مادة الكتاب في ستة فصول ، جاء الأول بعنوان " مقدمة في تعريف المسجد وفضله وأهميته " ، والثاني بعنوان " إنشاء المساجد وطرق بنائها في بلاد العارض والدرعية قديماً " ، والثالث بعنوان " مقدمة تاريخية عن الدرعية " ، فيما حمل الفصل الرابع عنوان " مساجد الدرعية " ، والفصل الخامس " الأوقاف العامة في بلد الدرعية " أما الفصل السادس فجاء بعنوان " الأوقاف الخاصة والوصايا المتعلقة بأوقاف الدرعية " . مما يذكر أن الكتاب جاء في " 632 " من الحجم المتوسط لمؤلفه راشد بن محمد بن عساكر ، من طباعة دار درر التاج للنشر والتوزيع بالرياض طبعة أولى .