أكد معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء المشرف العام على وحدة التوعية الفكرية بالجامعة الدكتور الشيخ سليمان بن عبدالله أبا الخيل أهمية دور الجامعات في توجيه الأبناء والبنات وحفظ أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة في أمور دينهم ودنياهم، وتجنيبهم المؤثرات العقدية والفكرية والسلوكية أو غيرها. جاء ذلك خلال رعاية معاليه للملتقى العلمي الذي نظمته الجامعة ممثلة بوحدة التوعية الفكرية (آمن) بالتعاون مع مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية اليوم بعنوان (مسؤولية الجامعات في تعزيز الأبعاد الوقائية لمواجهة التنظيمات الإرهابية) في القاعة المستديرة بمبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعية. وأشار معالي الدكتور أبا الخيل إلى الدور الريادي لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بوحدة التوعية الفكرية (آمن) بعقد مثل هذه الملتقيات بالشراكة مع مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية من أجل استقطاب الكفايات والخبرات والمتخصصين والباحثين الذين يثرون ما يحتاجه الجميع في حماية الأمن الفكري في مفهومه الشامل وتوجيهه الوجة الصحيحة التي يستفيد منها الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس والمعيدين والمحاضرين الذين يعلموت ويوجهون الابناء والبنات. وقال معاليه :" نعمل مع كافة المؤسسات ذات العلاقة في إطار واحد وفي تكامل وتكاتف على ما يخدم ديننا ويحقق تطلعات ولاة أمرنا – حفظهم الله - ، ولا بد أن يُثرى هذا الأمر وأن يكون للجامعات دوراً رائداً وبارزاً في تحصين الأفكار وبيان مخاطر وشرور الإرهاب والتطرف والغلو، إضافة إلى نشر قيم ودعائم مبادئ الوسطية والاعتدال والسماحة واليسر ورفع الحرج الذي جاءت به شريعة الإسلام، وسنستمر - بإذن الله تعالى – ثم بدعم ولاة أمرنا في هذا الاتجاه، وتعزيز كل ما من شأنه أن يحقق المصالح ويدرأ المفاسد غبر وحدات الجامعة في الداخل والخارج ". ورفع معاليه الشكر في ختام كلمته لولاة الأمر على ما يقومون به من خدمات عظيمة لخدمة هذا الدين العظيم، والقيام بالواجب تجاه أبناء هذا الوطن والأمة الإسلامية، كما شكر كل من أسهم في عقد هذا الملتقى، وللمشاركين فيه. بدوره أوضح وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية رئيس وحدة التوعية الفكرية (آمن) الدكتور إبراهيم بن محمد قاسم الميمن، أن الملتقى يأتي امتدادا للعطاء المتنوع في مجال التوعية الفكرية وتنفيذاً للتوجيهات السامية وتحقيقاً لتطلعات القيادة الحكيمة الذين يوجهون ويدعمون كل ما يحقق الحصانة للأبناء من الدعايات والمضللة والجماعات والتنظيمات المتطرفة، مشيرا إلى أن الملتقى يأتي في إطار الرؤية الاستراتيجية لوحدة التوعية الفكرية بالجامعة . ولفت رئيس وحدة التوعية الفكرية النظر إلى أن الملتقى يستهدف مرتكز العملية التعليمية ومحور التوعية، من خلال المفعل الرئيس لكل جهد وعمل توعوي وهم أعضاء وعضوات هيئة التدريس في الجامعات، مفيدا أن الملتقى يقدم أوراقه العلمية أعضاء الهيئة الاستشارية وخبراء في المعالجات الأمنية والفكرية من التخصصات المختلفة اعتماداً على خبراتهم وتعاملهم الميداني مع هذه القضايا ومتابعتهم المستمرة للتطورات التي مرت بها الجماعات والتنظيمات الإرهابية في المنطقة خصوصاً والعالم أجمع؛ ليقدموا هذه الخبرات في قالب معرفي تدريبي من أجل إدراك حجم المؤامرة وعظم الخطر وواقع الاستهداف لوطننا الغالي ويكون دافعاً للجميع بأن يتجاوزوا الخطاب التقليدي إلى أساليب احترافية وطرق علمية وحوارات بينية على هذه الخبرات الواقعية، ويستشعر الجميع بأن المرحلة تتطلب الصراحة والشفافية لأن الهدف هو الوطن بعقيدته وولاة أمره وعلمائه. فيما بين رئيس مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية اللواء الدكتور ناصر بن محيا المطيري، أن الحقائق باتت معروفة عن تأثير ظاهرة التطرف والإرهاب على وحدة الوطن وكيانه، مشيراً إلى أنها ظاهرة عالمية تهدد العالم كله ولا بد من التعاون والتنسيق في التصدي لها. وبين اللواء المطيري أن التنظيمات الإرهابية لعبت الدور الأساس في الإغرار بحدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام باستغلال حماسهم وعاطفتهم والتسلل إلى عقولهم بالانسياق خلفهم في مسائل خطيرة كالخروج على الجماعة وعن الطاعة لولي الأمر والإخلال بالأمن والتكفير؛ فترتب على ذلك انتهاك الحرمات وسفك الدماء المعصومة والتخريب والتفجير ثم أنهم ألصقوا هذه التجاوزات زوراً وبهتاناً بالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ نتيجة لعدم معرفتهم بمنهج السلف في تقرير هذه المسائل والاستدلالات عليها وعدم رجوعهم للعلماء الربانيين الذين يبينون لهم الحق ويحذرونهم من خطر الغلو على دينهم ومجتمعهم، ولأجل ذلك جاء هذا الملتقى بدعم ورعاية من معالي مدير الجامعة ومشاركة بين مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ووحدة التوعية الفكرية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وشهد الملتقى إقامة جلستين تناولت الأولى موضوع فكر التطرف بالمنظور الشرعي: التشخيص والتنفيذ، قدمها عضو اللجنة الشرعية الدكتور جبريل بن محمد البصيلي، والثانية حول مدى الاستعداد النفسي لتقبل التطرف: التشخيص والتدخلات، قدمها عضو اللجنة النفسية بالمركز الدكتور عبدالمنان ملا بار. يذكر أن الملتقى ستتواصل فعالياته غداً الثلاثاء من خلال إقامة عدد من الجلسات والزيارات.