تشهد سواحل البحر الأحمر المطلة على منطقة عسير حركة سياحية نشطة خلال هذه الأيام ،وذلك مع توافد أعداد كبيرة من الزوار والمتنزهين الذين يحرصون على قضاء أوقاتهم في ضفاف الساحل ،والاستمتاع بالأجواء الدافئة والفعاليات السياحية الشتوية التي تجذب سكان المحافظات والمدن في المرتفات مثل أبها وخميس مشيط وتنومة والنماص وسبت العلاية، إلى جانب المناطق المجاورة مثل الباحة ومكة المكرمة ونجران. وأضحت السواحل البكر مقصدا لقضاء أوقات الإجازات والاستمتاع بنسائم البحر الأحمر في محافظة البرك الواقعة على الساحل الغربي لمنطقة عسيرجنوب غرب المملكة، وتقع بين خطي طول 41 و 42 ، وعلى خط العرض 18 بمحاذاة البحر الأحمر، وتبعد عن مدينة أبها حوالي 200 كيلو متر تقريباً، ويتبع لها عدد من المراكز الإدارية منها "المرصد" و"وذهبان" و"عمق" والذي تعد شواطئه الأكثر جذبا لسكان المنطقة. وتتميز محافظة البرك بطبيعتها الجبلية المكونة من الحجارة البركانية التي تدعى (الحرّات) وتكسوها الكثير من الأشجار أهمها أشجار الدوم والشورى، ويشقها عدد من الأودية الشهيرة من أبرزها وادي راكة وذرا والمرصد والحريقة والنخل وقيلة ودبسا، وتتميز شواطئها بكثافة الغابات الحرجية ، ويتسع الساحل فيها كلما اتجهت شمالا. و "البرك"من الأماكن التي اشتهرت في التاريخ الإسلامي، وكانت تعرف ب"برك الغماد"، وقد ذكر في كتب التاريخ أن الصحابي الجليل المقداد بن عمرو، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر( فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك). وشهدت محافظة البرك في العهد الزاهر، نهضة تنموية شاملة في شتى المجالات، وحظيت مشروعاتها الخدمية باهتمام بالغ من القيادة الرشيدة، حتى أكسبتها المكانة السياحية المرموقة ، وأصبحت إحدى الوجهات السياحية الرئيسية للزوار والمتنزهين القادمين من منطقة عسير ومكة المكرمة ونجران وجازان والباحة الراغبين في قضاء أوقاتهم على ساحل البحر الأحمر . ونفذت بلدية البرك منذ تاريخ إنشائها عام 1428 ه ، عدد من المشروعات الخدمية، والتي قسمت على 4أربع مراحل ، وذلك في سبيل توفير الخدمات التي تلبي احتياجات المواطن والمقيم أو الزائر للمحافظة. وأشار رئيس بلدية البرك المهندس حسين علي رجب في حديثه لوكالة الأنباء السعودية، أن البلدية تعمل على تخطيط وتطوير الواجهة البحرية في البرك ودارسة وترسيه المشروعات المتعلقة بها لتحقيق وجهة سياحية تتوافق مع المخطط التفصيلي لعموم شواطئ منطقة عسير، مبينا أن تنفيذ هذه المشروعات سيتم على أربعة مراحل، بدأت في العام المالي 1435/1436 ه، ويتواصل تنفيذها خلال الخمس سنوات قادمة، وفقا للميزانيات المتاحة. وأوضح أن المرحلة الأولى، اشتملت على صيانة مشروع كورنيش البرك وإعادة تأهيل المسطحات الخضراء ، وتجهيز أماكن للجلسات العائلية، إضافة إلى تأهيل ممرات المشاة ومواقف السيارات وتوفير ألعاب للأطفال، مؤكدا أنه تم دعم هذه المرحلة بإنشاء ممر مشاه لربط المحافظة بالكورنيش. // يتبع //