التقى معالي نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري اليوم بالدعاة والأئمة والخطباء بمدينة تبوك والمحافظات التابعة لها ، بقاعة الذكريات بمدينة تبوك . وقال معالي الدكتور توفيق السديري في كلمة له :" لا يخفى على الجميع ما تتعرض له بلادنا ، وما تتعرض له عقيدتنا ومنهجنا من هجوم شرس من أعداء الملة ، ومن أصحاب مصالح وأصحاب أجندات ، كلهم لا يريدون بهذه البلاد خيراً ، حسداً من عند أنفسهم أن رأوا هذا الاستقرار ، وهذا الأمن ، وهذه الوحدة ، وهذا الائتلاف بين أبناء هذه البلاد المباركة " . وأضاف معاليه :" إننا في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية لنا رسالة ويجب أن نتحمل تبعات هذه الرسالة ، رسالة الدعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى ، فهذه البلاد تضم بين جنباتها أقدس البقاع في هذه الأرض مكة والمدينة، التي يتوجه إليها المسلمون في كل أصقاع الأرض، هذا بعض مسؤولياتنا ويحملنا واجباً أكثر من غيرنا ؛ لأن رسالة هذه البلاد كما قلت هي رسالة التوحيد لذلك ينبغي أن نسير في نهجنا الدعوي ، ونهجنا الإرشادي المنهج الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وسار عليه سلف هذه الأمة في القرون المفضلة الأولى، وهو المنهج الذي بنيت عليه المملكة العربية السعودية ، فالسير على هذا المنهج هو السير على المنهج النبوي، والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى كما تعلمون ليست مجرد عواطف ، وردود أفعال ، وحماس ؛ لأن هذا كله ينتهي ويتلاشى ، ولكن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى علم ، قال تعالى :{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ}". وشدد معالي الدكتور السديري على ضرورة أن يحرص الدعاة إلى الله على مسائل أربعة في نهجهم عند الدعوة إلى الله ، وهي : العلم ، ثم العمل به ، ثم الدعوة إليه ، والصبر على الأذى .. وقال :" هذه المسائل الأربعة هي لب منهجنا في الدعوة الله سبحانه وتعالى أما الدعوة بغير علم فهي دعوة مآلها إلى الانحراف " . وأوضح معاليه أن الأساس للدعوة هو العلم ، فالدعوة لابد أن تكون مرجعيتها العلماء الربانيين بحيث لا يُرجع إلى غيرهم في أمور الدين ، وأمور الشرع ، وفي أمور الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، فما حدث الانحراف والغلو إلا نتيجة القصور في الجانب العلمي ، لذلك نصيحتي لإخواني الدعاة والخطباء والأئمة والعاملين في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى أن يركزوا في هذه الجوانب وأن يهتموا بها . وقال معالي نائب وزير الشؤون الإسلامية :" إن العالم الإسلامي مرَّ من أقصاه إلى أقصاه عبر المائة سنة الماضية بدعوات ونظريات كثيرة مما نرى نتائجه فالرجوع إلى العلماء واعتماد المنهج العلمي في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى هو الأصل والعاصم بإذن الله من الزلل والانحراف والزيغ ، ومن ثم لزم التركيز مراراً وتكراراً على الجانب العلمي من خلال تكثير الدورات العلمية ودعوة كبار العلماء ، وإقامة الدروس ، وإنشاء جيل من المهتمين بالشرع ، حتى يكون لكم في يوم من الأيام مكانة في هذه المنطقة ويرجع إليكم الناس بعد ذلك فلله الحمد السبل ميسرة الآن الجامعات موجودة أصحاب الفضيلة والسماحة والعلماء وهيئة كبار العلماء قد فتحوا أبوابهم ويستجيبون لما يطلب منهم ، مما لاشك فيه أن المحاضرات والكلمات مهمة ولها أثر ولكن أثرها وقتي، ولكن الأثر الراسخ والباقي هو العلم الشرعي والحقيقي الذي يجب أن نركز عليه " . وختم معاليه كلمته سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يحفظ المملكة من شر الأشرار ، ومن كيد الفجار ، وأن يحفظ قادتها وعلماءها، وأن يحفظ وحدتها وتآلفها واجتماع كلمتها . وكان لقاء معالي الدكتور توفيق السديري بالدعاة والخطباء الذي حضره المدير العام لمكتب الوزير المساعد للبرامج والمناسبات المشرف على العلاقات العامة والإعلام عبدالله بن مدلج المدلج ، والمدير العام لفرع الوزارة بمنطقة تبوك الشيخ محمد بن عبدالحميد السميري، قد استهل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى فضيلة مدير مركز الدعوة والإرشاد بفرع الوزارة بمنطقة تبوك الشيخ علوان بن سليمان الحربي ، كلمة رحب في مستهلها بمعالي نائب الوزير والوفد المرافق له ، وقال :" إن وزارتنا تعيش أزهى عصورها ، وقمة ريادتها وتطورها ضمن العهد الزاهر لملك الحزم والريادة ، ومواكبة لخطة التحول الوطني (2020), ورؤية المملكة (2030) ، بتوجيه من معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ ، وبمتابعة معاليكم المستمرة للفروع في المناطق" . وفي ختام اللقاء، كرَّم معالي الدكتور توفيق السديري الدعاة المشاركين في برنامج "أسرة آمنة"، ومديري القطاعات الحكومية المشاركة في البرامج الدعوية ، وكذلك الدعاة ، كما قدَّم مدير عام فرع الوزارة الشيخ محمد بن عبدالحميد السميري درعاً تذكارية لمعاليه ، والتقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة .