نوه عدد من الشباب والشابات السعوديين المشاركين في الدورة الثالثة من المعرض الدولي للقهوة والشوكولاته 2016، الذي اختتم مؤخراً في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، بالفائدة الكبيرة التي عادت عليهم من المشاركة في هذه التظاهرة الاقتصادية، من حيث التعرف على الجديد في عالم صناعة منتجي القهوة والشوكولاته استثمارياً وممارسة، مبدين رضاهم عن مشاركتهم في هذه النسخة من المعرض، واصفين إيها بالمثالية التي ينتظرون مردودها في القادم من الأيام. وأكد رواد الأعمال منهم أن المعرض الذي حظي بزيارة أكثر من 100 ألف زائر وزائرة، 25% منهم كانوا رجال أعمال، ومشاركة 130 جهة عارضة، أسهم في إثرائهم بكثير من الخبرة والمعرفة في هذا النشاط الاستثماري الذي يعيش نمواً وازدهاراً في المملكة وفي دول مجلس التعاون الخليجي، وأتاح لهم الوقوف عن كثب على الآليات الحديثة المستخدمة في هذه الصناعة، ومكّنهم من التعريف بأنفسهم للزوار كرواد أعمال يتطلعون لتقديم منتج وطني جيد، وإيجاد فرص عمل لأقرانهم من أبناء وبنات الوطن. المستثمر عبدالرحمن النصبان أحد رواد الأعمال السعوديين الذين شاركوا في المعرض، بوصف هذه المشاركة الثانية له، وفضل خلالها تقديم مشروعه عبر إعداد (شاي كرك) في جناحه، وتقديمه لزواره الذين توافدوا على الجناح بشكلٍ كبير، لافتاً الانتباه إلى أن ثقته بالمنتج الذي يقدمه، هي من جعله يعمد إلى هذه الطريقة التي تتطلب المزيد من الصبر، متطلعاً إلى إيقاف محاولات لتقليد علامته التجارية، مؤكداً أن ما يقوم به في المعرض واحد من الآليات التي عمد إلى تنفيذها، بجانب خطوات أخرى جرت دراستها بمهنية، وحققت نجاحاً ملحوظاً. وأبان النصبان أن مشروعه يحظى برضا عملائه الذين يحرص باستمرار على العمل لضمان تحقيق تطلعاتهم، ومفاجأتهم بالجديد والمميز من حيث تنويع نكهة المنتج، وخوض غمار تجارب جديدة، تسهم في فتح آفاق أكبر لمزيد من النجاح في هذا النشاط الاستثماري الذي يتابعه باهتمام عالمياً، ويجري عليه قياسات وتقييم على النطاق المحلي. من جانبه اختار رائد الأعمال راشد الزعقان تقسيم جناحه إلى ثلاث أقسام، للتعريف بأنشطته الثلاث، التي بدأت في تحقيق تطلعاته من خلال اكتسابه لثقة شركة إيطالية عالمية منتجة للقهوة في أحد تلك الأنشطة، والتي حصل فيها على وكالة لتسويق منتجات هذه الشركة في السوق المحلي، وفق دراسة استثمارية تسويقية اعتمد فيها على ما تعلمه خلال دراسته للتسويق وإدارة الأعمال، في حين يفاخر في نشاط آخر ب (الشيف السعودي) الذي يعمل معه لإنتاج أنواع مختلفة من الشوكولاته، مؤكداً أن الوطن يملك مواهب وقدرات تضاهي كثير مثلها في العالم العربي، وتستحق منحها الفرصة لإثبات وجودها، إلى جانب تميزها بصفة يصعب توافرها لدى أيٍ من أقرانها من بلدان أخرى، فيما ركز في نشاطه الثالث على إنتاج مختلف أنواع من القهوة عبر منافذ بيع عديدة، ويطمح لزيادتها لتغطي جميع أحياء العاصمة الرياض، ومن ثم الانتشار في مناطق ومحافظات المملكة، مبيناً أنه وفريق عمل سعودي 100% يعكفون على دراسة اقتصادية لتحقيق ذلك. وبالرغم من مشاركات عالمية في المعرض من إيطاليا وبلجيكا وإندونيسيا وتنزانيا والإمارات ولبنان، استطاعت رائدة الأعمال عبير العمودي وعدد من صديقتها لفت انتباه جمع غفير من الزوار إلى منتجهن الذي حاولن فيه ابتكار مشروب جديد يجمع أفضل الخصائص في عدد من المشروبات الساخنة، التي تلتقي في بعض المكونات أو في طريقة التحضير، عبر إجراء جملة من التجارب في هذا الصدد، والعكوف على دراسة استمرت لأشهر لاستطلاع رأي المستهدفين من هذا المنتج، مؤكداتٍ أنها تكللت بنجاح مكّنهن من البداية في مشروعهن الجديد، ومراهنات على المكونات الطبيعية التي يستخدمنها في إعداد هذا المنتج المتوفر حالياً في السوق المحلي. من جهتهم ركز خمسة إخوة سعوديين من تسويق منتجهم من القهوة العربية سريعة التحضير، عندما استفادوا من تخصص أحدهم في التسويق، وقاموا عبر جهود ذاتية من تسويق هذا المنتج، ما مكّنهم من الوصول للجمهور المستهدف في مختلف أحياء مدينة الرياض في فترة زمنية وجيزة، الأمر الذي جعل تجربتهم التسويقية محل اقتداء أقرانهم من الشباب والشابات السعوديين في مختلف الأنشطة التجارية الناشئة، مشيرين إلى هذا المعرض الذي يمثل واحد من أهم قنوات التسويق التي حرصوا على الاستفادة منها بالمشاركة في دوراته الثلاث جميعاً. وأكد الأخ الأكبر بينهم المستثمر محمد العمري أن القهوة العربية منتج وطني يتفق على حبه الجميع، في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها، مع فرق بسيط في الإضافات التي تميز كل بيئة وثقافة، مشيراً إلى أن ذلك ساعدهم على إيجاد أنواع مختلفة من القهوة التي يصنعونها، ما أسهم في اتساع رقعة عملائهم، علاوةًَ على أسلوبهم المتبع في صناعة هذا المنتج بحيث يصبح سريع التحضير ليتميز بذلك عن الطريقة التقليدية من حيث توفير مدة زمنية في عملية إعداده. من جهتهم أبدى زوار المعرض رضاً كبيراً عن المعرض الذي عرّفهم بمنتجات القهوة و الشوكولاته المصنعة محلياً ودولياً، وأتاح لهم عبر البرنامج العلمي المصاحب فرصة الانخراط في هذا العمل التجاري الذي تشهد المملكة نموه وتطوره، استناداً إلى حجم الاستهلاك والطلب عليه، وحرص المجتمع على التعرف على أسرار صناعة منتجاته، وأفضل الأساليب لتحقيق أقصى درجات الجودة فيها، لإنتاجها وتسويقها. يذكر أن هذه النسخة من المعرض استطاعت الحصول على اعتماد الجمعية الأمريكية للقهوة المختصة والجمعية الأوربية للقهوة المختصة، اللتان شاركتا بعدد من المتحدثين في البرنامج العلمي، واعتمدت الشهادة المقدمة للمتدربين المشاركين في ورش العمل والورش التدريبية التي تضمنها من قبل الجمعية الأمريكية للقهوة المختصة.