دعت دولة الإمارات إلى تفعيل حوار صريح وشفاف وبناء، بين الدول ومجلس حقوق الإنسان، يراعي الأهداف النبيلة التي يسعى إليها من جهة، ومصالح الدول من جهة أخرى. وأكد المندوب الدائم لدولة الامارات العربية لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى بجنيف السفير عبيد سالم الزعابي خلال الكلمة التي ألقاها اليوم في إطار النقاش العام حول التقرير الشفهي للمفوض السامي لحقوق الإنسان الذي تم تنظيمه في سياق أعمال الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان أن دولة الإمارات تشارك المفوض السامي العديد من الانشغالات المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم، كما تقدر الجهود التي يقوم بها مكتبه في تلك المناطق بالرغم من الصعوبات التي يواجهها أعضاء هذا المكتب في العديد من الحالات. وبين أن التجربة الحالية أظهرت بأنه إلى حد اليوم مازال سوء التفاهم قائما ويخص بعض الجوانب المتعلقة بتعزيز وحماية حقوق الإنسان على المستوى الوطني، مما حمل الدول على اعتبار هذه الجوانب تدخلا في شؤونها الداخلية وانتهاكا لمبدأ سيادتها، نظرا لأهمية مبدأ السيادة ومكانته الخاصة التي يحتلها في ضمائر الشعوب والأمم. وقال إنه يمكن تجاوز هذه الخلافات بكل موضوعية عن طريق تفعيل الحوار الصريح والشفاف والبناء، وذلك من خلال مراعاة مصالح الدول من جهة، والأهداف النبيلة التي يسعى مكتب المفوض السامي ومجلس حقوق الإنسان إلى تحقيقها في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان للجميع وفي كافة أنحاء العالم، من جهة أخرى. وفيما يتعلق بالقضايا التي تناولها المفوض، عبّر المندوب الدائم لدولة الامارات العربية لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى بجنيف عن أسفه لتجاهله جهود مملكة البحرين في إيجاد أرضية توافقية لتجاوز هذه المرحلة الصعبة بالنسبة لكل الأطراف، معتبرا تركيز المفوض السامي على السلبيات وحدها من شأنه أن يعطي صورة خاطئة يمكن لجهات أخرى توظيفها لجعل الوضع في البحرين أكثر تعقيدا مشددا على أن الحوار الموضوعي والبناء، وليس المواجهة أو الخطاب الحاد والمتشنج، هو السبيل الوحيد لتجاوز الوضع الحالي في البحرين. وبالنسبة للوضع في اليمن، أشار السفير الزعابي إلى أن بيان المفوض السامي تجاهل الوضع الصعب الذي تعمل فيه اللجنة الوطنية اليمنية وقد كان حريا بالبيان أن يشدد على تعزيز الدعم لهذه اللجنة . وبالنسبة للأوضاع في فلسطين، لاحظ الزعابي أن بيان المفوض السامي اكتفى بالتعبير عن القلق، في حين كان من الأجدر أن يذهب البيان إلى أبعد من ذلك من خلال تقديم تفاصيل أكثر عن الآثار المترتبة على الشعب الفلسطيني نتيجة رفض إسرائيل الدولة القائمة بالاحتلال السماح بزيارات مختلف آليات مجلس حقوق الإنسان للأراضي المحتلة. وجدد المسؤول الاماراتي في ختام كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان استعداد بلاده التام للعمل والتعاون مع السيد المفوض السامي بما يسهم في إنجاز أنشطة مكتبه كما فعلت ذلك في السابق من خلال اشتراكها السنوي المنتظم في ميزانية مكتب المفوضية وتبرعاتها المتواصلة في عدد من صناديق الأممالمتحدة ذات الصلة. يشار إلى أن مجلس حقوق الإنسان يعقد دورته الثالثة والثلاثين في جنيف في الفترة من 13 إلى 30 سبتمبر 2016.