استعرض عدد من المبدعين تجاربهم مع الكتابة والفنون في أولى الندوات الثقافية للدورة العاشرة لسوق عكاظ المقام حالياً بمحافظة الطائف, التي أدارها الدكتور أحمد التيهاني اليوم في فندق انتركونتننتال الطائف. وقال الفنان التشكيلي الناقد الفني المغربي بنيونس عميروش : إن الأشكال الفنية تبقى موصولة على اختلافها بالخلق والتعبير, وأن لكل جنس فني أدواته وقواعده ولغته الخاصة, مشيرا إلى أن الفنون البصرية تجمع بين التشكيل, والسينما, التلفزيون, المسرح, الفيديو, الفيوتوغرافيا, الإشهار, وتصاميم الديزاين الصناعي والمعماري لكونها تقوم جميعها على التوليف البصري والصورة عموما. وأشار إلى أن الشعر مرتبط بالفن التشكيلي لأن صورة الشعر ناطقة والفن والتصوير شعر صامت، موضحاً بأن اتجاهه للإبداع الفني والكتابة كان بسبب كلمة رقيقة تلقاها من سيدة في شبابه. من جانبه، تحدث الروائي مقبول العلوي الحاصل على جائزة الرواية في الدورة العاشرة لسوق عكاظ، عن المتعة المتحققة في كتابة النص الروائي المتكئ على المكون المعرفي والروائي ودوره في صياغة العمل الروائي. وقال: من نافلة القول إننا نحاول أن نتفق معا في أن من لا يجد متعة في كتابة روايته أو قصته أو في رسم لوحته أو في صياغة قصيدته فلن يذهب بعيدا في الاستمرار في كتابتها أو رسمها طالما كانت جذوة التطلع و التلهف في الكتابة خامدة وغير فاعلة للأحداث. وبين أن المزج بين الواقع التاريخي المعروف بحقائقه المجردة وبين الخيال من خلال شخصيات وأحداث وهمية سيكون في نهاية الأمر خليطا منطقيا يبعد القارئ عن جفاف المعلومة التاريخية وتجردها, مشيراً إلى أن المتعة لديه في رسم الشخصيات الروائية في أعماله حاضرة وبقوه وذلك بالجمع ما بين الزمان والمكان والبحث فيهما جيدا مما يزيد في استمتاعه في كتابة العمل. وتحدث الكاتب المصري عمار حسن في ورقته عن ستة جدران يراها مؤثرة في حياته وتجربته وهي: التحرر والتعصب, ومخاوف النفس, والتصوير الذاتي المغلق, والتقاليد, ليتغلب على ذلك كله ويبدع, لافتاً النظر إلى أنه تعرض للضرب وهو صغير بسبب حصة التعبير عندما قدم نصا جعل معلمه يغضب ويتوقع أنه ليس بكاتبه, حتى حقق أمام نفسه ومعلمه تحدي الكتابة, وقال أنه مدين لمعلمه في ذلك. وقال: الكثيرون يرون أن الأدب يغير في السياسة, لكن السياسة حاضرة في الأدب شئنا أم أبينا, حيث تحضر السياسة في أعماله، مؤكدا أنه لا يشفي غليله الكتابة السياسية والبحثية بل الأدبية وتمنى أن يستمر في بوحه وكتاباته وحنينه.