تعدّ مهمة خراف النخيل " جني محصول الرطب " مهنة تتوارثها الأجيال ومن المراحل المهمة لدى مزارعي النخيل في وادي الدواسر كغيرها من مناطق ومحافظات المملكة ، التي تبدأ مع تباشير طلوع الرطب الأولى ، ولازال المزارعون يعتمدون فيها على أدواتهم اليدوية القديمة ، رغم وجود بعض الأدوات والابتكارات الحديثة . فمع طلوع شمس كل يوم في موسم الخراف يشمر المزارعون عن سواعدهم ، ويصعدون إلى نخيلهم ، مصطحبين " المخرف " وهو وعاء مصنوع من سعف النخيل يشبه الزنبيل واصغر حجماً منه ، وله حبل يحمل به ، كما يحمل معه " مريرة " وهي نوع من الحبال يحدر بها المخرف للأرض إذا انتهى من الخراف أو امتلئ بالرطب ، كما يمكن أن يحمل معه " الكر " وهو أداة تصنع من الليف أو الحبال يصعد بواسطته للنخلة " العلطاء " التي لاكرب لها ، أو كربها لا يتحمل صعود الخراف ، كما أن النخيل القصار يمكن أن تخرف والمزارع واقفاً على الأرض . ويوضح لنا المزارع مبارك بن عبدالرحمن الخنين أن النخيل لا تخرف جميع أنواعها ، ففي وادي الدواسر كمثال تخرف بعض الأنواع كالمقفزي ، والخلاص ، والروثانة والجويخ ، وأم قميعة ، كما لا تخرف أنواع أخرى كالصفري ، والسري ، والخضري ، حيث تقفل حتى تصرم تمراً ، كما أن بعض الأنواع تُجب كالبرحي . ويصف لنا الخنين طريقة الخراف بقوله : المزارع يصعد للنخلة من ظهرها إذا كان بها ميلان ، أو من أية جهة إذا كانت مستقيمة ، ومن ثم يجلس على سعف النخلة أو على الكر أن كان قد صعد به ، ويبدأ في انتقاء الرطب المنصف بين شماريخ النخلة بدا بعذوقها السنة ، ثم الخافية ، ثم العاقوب وهي ترتيب العذوق من الأعلى للأسفل في النخلة ، مشيراً إلى أن المزارع بفطنته يبدأ في جني الرطب في أول مرة من خلال مايراه أمام عينيه وهي تسمى بمرحلة البشاير ، فيما يمكنه تقليب العذق في المرات القادمة ، وان كان ذلك قد يؤدي إلى فساد بعض أنواع التمور خاصة عندما تكون النخلة ضعيفة ، ويذكر أن هناك أنواع من النخل يمكن أن تخرف يومياً كالمقفزي والمستاني ، وبعضه يوم بعد يوم مثل خلاص الوادي ، وبعضه كل يوم ثالث كخلاص الأحساء وأم قميعة . ويؤكد الخنين أن الخراف يتطلب مهارة وخبرة وجسم جيد وقدرة على التحكم والتوازن ، كما أن عليه أن يكون حذراً من الأشواك في النخلة التي لم تشوك ، أو نسي بها بعض الشوك ، أو ربما وجد بها بعض الزواحف مثل الثعابين خاصة في النخيل التي بها أعشاش للعصافير وغيرها من الطيور .