أقامت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض مؤخراً ، حفل تكريم للدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري عالم التاريخ والآثار في المملكة . واشتمل الحفل الخطابي على ندوة تناولت مسيرة الدكتور الأنصاري وجهود الكبيرة في مجال التاريخ والأثار ، وحول اكتشافاته الأثرية التي توصل إليها خلال التنقيب التي قام بها ومن أبرزها اكتشاف مدينة الفاو الأثرية وغيرها من المواقع الهامة التي شكل اكتشافها تحولاً كبيراً في سبيل الاهتمام بهذا العلم وتطوره وهو ما أسهم فيه الدكتور الأنصاري وأسس له ، وحقق ريادته في هذا المجال . واستكمالاً لهذا التكريم والاهتمام من المكتبة بهذه المسيرة الحافلة للدكتور عبد الرحمن الانصاري فقد قررت مكتبة الملك عبد العزيز العامة ، إصدار كتاب يوثق جهود الأنصاري واستكشافاته الأثرية ومسيرته الأكاديمية وتأسيسه لعلم الأثار في المملكة من خلال العمل الميداني والعلمي الذي قام به ونال تقدير الجميع . أوضح ذلك معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ، الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر في كلمته في مستهل أعمال ندوة التكريم ، والتي نظمتها المكتبة مساء الأثنين ، بحضور عدد من المثقفين والمهتمين بالتاريخ والآثار . وأشار ابن معمر إلى اعتزام المكتبة تأليف كتاب توثق فيه مسيرة عطاء الدكتور عبدالرحمن الأنصاري ، وإتاحة الفرصة لكل محبيه وتلاميذه للمشاركة في إثراء الكتاب ، والذي سوف يترجم إلى اللغة الإنجليزية ، تقديراً وعرفاناً بما قدمه الدكتور الأنصاري ، وما حققه من إنجازات كبيرة وما حصل عليه من جوائز ، مؤكداً حرص المكتبة على تنفيذ وإصدار الكتاب بما يليق بهذا العلم من أعلام المملكة ويحقق رضا زملائه وتلاميذه وكل من شرف بالعمل معه أو استفاد من عطاءاته الكبيرة . وقال معالي الأستاذ فيصل بن معمر " لا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن ندعو بالرحمة والمغفرة للملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - والذي كان يكن للدكتور الأنصاري كل حب وتقدير ، كما نسأل الله العون والسداد لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لما تبذله من جهود لرفعة الوطن والأمة وما توليه من حرص على تكريم أصحاب العطاء المتميز في جميع المجالات " . وتحدث ابن معمر عن علاقته بالدكتور الأنصاري والتي تعود إلى عام 1397ه ، عندما قام الدكتور الأنصاري بزيارة إلى قرية "سدوس" على رأس وفد من جامعة الملك سعود والتي كانت تسمى وقتها جامعة الرياض ، حيث كان له شرف استقبال الوفد بناء على تكليف من والده ، مؤكداً أن من أعماله الجليلة اكتشاف قرية " الفاو" التاريخية ، مثنياً على مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، لإنشاء جائزة تحمل أسم الدكتور الأنصاري تعبيراً عن ضخامة الجهود التي بذلها في تطوير علوم الآثار وخدمة التراث الوطني ، مؤكداً أن هذه المبادرة ليست بمستغربة من رجالات المملكة العربية السعودية والذين دأبوا على تكريم المبدعين في جميع المجالات . وتضمن الحفل كلمة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، ألقاها نيابة عن سموه الدكتور علي الغبان أكد خلالها أن الدكتور عبدالرحمن الأنصاري ، هو رائد علم الآثار في المملكة ومؤسس أول قسم لدراسة الآثار في الجامعات السعودية ، كما أنه أول من نقد أعمال المسح الأثري في مختلف أرجاء البلاد ، وأول من قام بالتنقيب الأثري على أسس علمية ، إضافة إلى كونه أحد كبار المختصين الدوليين في دراسة آثار الجزيرة العربية وتاريخها . وأضاف " الغبان أن جهود الأنصاري ومبادرته العلمية أسهمت في إبراز التراث الوطني في المحافل الدولية ، كما أسهمت في تنمية الوعي بأهمية الآثار والمحافظة عليها ، مشيراً إلى أن الأنصاري اكتشف جيل كامل من الأثريين الذين تتلمذوا علي يديه ونهلوا من نبغ علمه لإكمال مسيرته . // يتبع //