دشّنت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينةالمنورة ممثلةً في إدارة التوعية الإسلامية اليوم, ملتقى ( حماية الفكر ) والمعرض المصاحب له, ومشروع ( بصمة وطن ), بحضور مدير تعليم المنطقة ناصر بن عبدالله العبدالكريم, وإمام وخطيب مسجد قباء الشيخ صالح بن عواد المغامسي . ويوجّه البرنامج الذي ينفّذ ضمن الخطة السنوية لبرامج التوعية الإسلامية، لتثقيف فئة المعلمين من مسؤولي التوعية الإسلامية والمرشدين الطلابيين ورواد النشاط وإثراء خبراتهم وتزويدهم بالتأصيل الشرعي اللازم وصولًا إلى تحصين المجتمع المدرسي من الأفكار والسلوكيات المنحرفة وتعزيز الأمن الفكري للطلاب . وأوضح إمام وخطيب مسجد قباء الشيخ صالح بن عواد المغامسي, في كلمة له خلال حفل التدشين, أن حماية الفكر مشروع دائم يقوم عليه الجميع بدءًا من الأسرة والمدرسة, وصولاً إلى المجتمع بأسره، حيث أرسل الله الرسل والأنبياء وكانت رسالتهم ودعوتهم مناطها التوحيد, وكانت الدعوات والرسالات حمايةً للفكر وإخراجًا للناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وهذه الرسالة هي رسالة نبوية كريمة يقوم بها المعلمون المربون والدعاة . كما قدّم الشيخ المغامسي محاضرة بعنوان ( أهمية الأمن الفكري وحاجة الناس إليه ), تحدث فيها عن السيرة العطرة للنبي عليه الصلاة والسلام، معرجاً على سيرة الخلفاء الراشدين، ومقدماً لمحةً تاريخيةً عن ظهور فرق الخوارج في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منذ عهد الخلفاء الراشدين, مروراً بالعهد الأموي ثم العباسي إلى قيام الدولة العثمانية . وتحدّث من خلال هذه الحقب الزمنية عن أساس فكر الخوارج المبني على الغلو والاعتراض على السنة بالرأي وفسادهم وكيف وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية, وقتلهم للخليفتين عثمان وعلي رضي الله عنهما, وكيف كان الخليفة الأموي معاوية على حلمه كان شديداً على الخوارج . وتحدث المغامسي عن الحالة التي كانت تعيشها الجزيرة العربية من جهل وصراعات قبل توحيدها على يد الملك عبدالعزيز ونصرته لدعوة المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ونجاة هذه البلاد من التقسيمات الغربية التي طالت أكثر البلاد العربية ولم يكن لأي هذه الدول الغربية سلطان عليها منذ نشأتها، مثنياً على ما حباه الله تعالى لهذه البلد من أمن وأمان لم يمر عليها من قبل، ومؤكداً أن مملكتنا هي بلاد التوحيد والسنة المطهرة وأنَّها بلاد تطبق الشريعة الإسلامية وهي معقل الإسلام ويجب على شبابنا أن يحافظوا عليه وأن لا يتخاذلوا عنه . وحذر إمام وخطيب مسجد قباء المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات والتربويين والتربويات من الكلمات التي تنبت في قلوب الأبناء والطلاب نبتة سوء أو نواة فاسدة يكون فيها هلاكهم ، حيث يأتي من يُكمل المشوار باستغلال هذه النبتة بإدخال الشبهات عليهم من خلالها ، كما حذر من الحديث بأسلوب الهمز واللمز في الحكام ومن الطعن في العلماء والابتعاد بالحديث عن الجماعات والفرق والطوائف .