عدّ معالي وزير العدل الشيخ الدكتور وليد بن محمد الصمعاني مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها السابعة والثلاثين، التي ستنطلق غدا بالمسجد الحرام، أحد مظاهر عناية هذه الدولة المباركة بكتاب الله عز وجل وسعيها في نشره في العالم وتبليغ كلام الله عز وجل لخلقه، داعية إلى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة. وقال معاليه في تصريح بهذه المناسبة إن خير تربية للناشئة تعليمهم كتاب الله تلاوة وفهما, وتربيتهم على إجلاله والعمل به إذ به تزكو النفوس, و بإتباع تعاليمه يهتدي البشر، مشيرًا إلى أن من فضل الله على هذه البلاد أن وفقها للعناية بكتابه في مظاهر جلية مبهجة لنفوس المؤمنين أولها وأعظمها جعل القرآن دستورها ومنهجها, وهو ما نص عليه النظام الأساسي للحكم، حيث قامت هذه البلاد على تحكيم الشرع المطهر في شأن الناس وخصوماتهم . وأوضح إلى أن ملوك هذه البلاد المباركة أخذوا على عاتقهم العناية بكتاب الله عز وجل عناية يشهد لها القاصي والداني منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وسار على هذا النهج أبناؤه الملوك، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، مؤكدًا أن من مظاهر تلك العناية الاهتمام بتعليم القرآن تدبرا وحفظها في المساجد وفي الكليات والمدارس، كذلك طباعة المصحف وتوزيعه على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها و تفسيره بلغات مختلفة، كذلك مسابقات حفظ القرآن بمستوياتها المتنوعة المحلي منها والدولي وهي مظاهر إيمان وهدى عرف المسلمون بها هذه البلاد . من جهته بارك معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد آل الشيخ جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في إقامة المسابقة، مبينا أن مسيرة المسابقة الدولية تؤكد مدى ما بذلته القيادة من جهد في العناية بكتاب الله تعالى، وذلك منذ قيام المملكة على يد الملك عبد العزيز - رحمه الله - وصولاً لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - الذي لم يدخر وسعاً في السير على ذات الدرب الذي بدأه أسلافه - رحمهم الله - حيث أكد على الالتزام بالقرآن الكريم أساساً للحكم وأساساً للتعليم ثم فَعَّلَ ذلك كلَّه من خلال التطبيق العملي الذي شمل كل مناحي الحياة في هذه البلاد المباركة. وبين في تصريح مماثل أن من الوسائل التي تعين على نشر كتاب الله سبحانه وتدفع إلى تعلمه وتلاوته وتدبره تنظيم المسابقات القرآنية، سواء في حفظ القرآن الكريم أو تجويده أو تفسيره إذ أن من ثمرات هذه المسابقات تحفيز الكثير من الملتحقين بها على حفظ القرآن الكريم كله أو بعض أجزائه، وعنايتهم بتجويده وإلمامهم بتفسيره فضلا عن آثار تلك المسابقات الإيجابية في الأخلاق والسلوك، لافتا النظر إلى أن المسابقة تاتي في عقد جميل يطوق جهد هذه البلاد المباركة التي نزل القرآن الكريم على ثراها، فيما تتميز المسابقة بإتاحتها لجميع بلدان العالم الإسلامي، ولتذكر بذلك بأبرز الصفات التي ينبغي للشباب خاصة أن يتصف بها، ألا وهي العناية بالقرآن الكريم، لاسيما حفظه وتلاوته وتدبره،ولتربط هذه الفئة التي أنيط بها مهمة الدفاع عن أوطانها بمصدر قوتها ومنبع عزتها، كتاب الله العزيز. بدوره أّكّد معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم أن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره تحفز الناشئة على حفظ كتاب الله المبارك والاستمساك به, وتغرس فيهم حب الخير وبذل العطاء, ليكونوا بذرة طيبة وقدوة صالحة في مجتمعاتهم، ويقوموا بواجباتهم تجاه دينهم ووطنهم خير قيام . وأوضح أن المسابقة حققت أهدافها عبر السنين وصار لها عمر أكسبها بفضل الله مزيداً من المعرفة والمكانة و مزيدا من الثبات والريادة، ولازالت بحمد الله تلقى قبولاً وإقبالاً منقطع النظير من جميع المتسابقين . وقال إن المملكة انطلاقاً من رسالتها السامية ومكانتها الدينية المتميزة لكونها مهبط الوحي ومنطلق الرسالة المحمدية ومهوى أفئدة المسلمين، أولت كتاب الله عز وجل فائق العناية والرعاية, فهو دستورها الخالد ومصدر تشريعها ونبراسها في شؤون الحكم والحياة، مشيرًا إلى أن انعقاد المسابقة داخل أروقة المسجد الحرام، بالتعاون بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، يعد أمرا يتناسق مع انطلاق الدعوة المحمدية من هذه البقعة المباركة .