صادق معالي وزراء الطاقة والبيئة للدول الأعضاء في المنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون الذي اختتم اليوم في الرياض، على الدور الذي تقوم به تقنيات فصل واستغلال وتخزين الكربون كعنصر محوري ضمن مبادرة عالمية موحدة لتخفيف آثار التغير المناخي. وأنهى وزراء ورؤساء وفود الدول الأعضاء في المنتدى نقاشاتهم ببيان ختامي، شددوا فيه على أن تقنيات فصل واستغلال وتخزين الكربون تعتبر عنصرًا لا غنى عنه في أي استجابة فعالة للتغير المناخي. وتعدّ هذه المصادقة في ختام المؤتمر الوزاري السادس للمنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون، تأكيدًا على ضرورة إدراج هذه التقنيات كعنصر أساسي في أي خطة عالمية لمواجهة التغير المناخي. وجدد الوزراء تأكيدهم على ضرورة التعجيل بتجربة واستخدام هذه التقنيات على الصعيد العالمي، معبرين عن التزامهم باتخاذ الإجراءات الضرورية، سواء بصورة فردية أو جماعية، من أجل تحقيق هذا الهدف. وتمثل تقنيات فصل واستغلال وتخزين الكربون مجموعة من التقنيات المستخدمة في استخلاص ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد أهم الغازات المسببة للاحتباس الحراري، من عوادم محطات الكهرباء والمرافق الصناعية، قبل حقنه بصورة آمنة في باطن الأرض على أعماق كبيرة في مواقع دائمة ومناسبة من الناحية الجيولوجية. وينظر الكثير من الخبراء العالميين إلى هذه التقنيات على أنها عنصر أساسي في مجموعة من إجراءات الاستجابة التي ينفذها العالم في إطار الإدارة الفاعلة لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية والحد منها. أما فصل الكربون فهو عملية تجميع غاز ثاني أكسيد الكربون واستغلاله أو تخزينه لفترات طويلة، بحيث يؤدي ذلك إلى تخفيف ظاهرة التغير المناخي أو تأجيلها، وقد اقتُرحت هذه العملية كوسيلة للإبطاء من معدل تراكم الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الهواء والبيئة البحرية. والتقى كبار المسؤولين والخبراء في قطاع الطاقة والبيئة من اثنين وعشرين بلدًا في الرياض خلال الفترة من 19 إلى 22 محرم 1436ه خلال المؤتمر الوزاري السادس للمنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون الذي أقيم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -. وأقيم هذا المنتدى قبيل شهر من انعقاد مؤتمر الأممالمتحدة بشأن التغير المناخي في باريس (مؤتمر الأطراف 21)، الذي يمثل منطلقًا مهمًّا لتعزيز سجل المملكة الحافل على مدى سنوات طويلة في دعم الطاقة النظيفة والحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري دون المساس بالنمو الاقتصادي أو التنمية الاجتماعية أو حماية البيئة. والمنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون هو مبادرة دولية على مستوى الوزراء في مجال التعامل مع التغير المناخي، ويركز على تطوير تقنيات اقتصادية مُحسَّنة لفصل ثاني أكسيد الكربون وتجميعه تمهيدًا لنقله واستغلاله وتخزينه لفترات طويلة بشكل آمن. ومن أبرز فعاليات هذا المؤتمر الذي أقيم على مدى أربعة أيام، والذي نظمته وزارة البترول والثروة المعدنية وأمانة المنتدى، الاجتماع الوزاري الذي عُقد اليوم وحضره وزراء ومسؤولون كبار في مجال البيئة والطاقة والتنمية المستدامة يمثلون 24 دولة عضوًا في المنتدى، من بينهم وزراء البترول والطاقة لدول مجلس التعاون الخليجي. وكانت المملكة العربية السعودية قد انضمت إلى المنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون في عام 2005م من أجل تعزيز الجهود المبذولة تحت مظلة اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو. وتتمثل مهمة هذا المنتدى في تسهيل تطوير واستخدام هذه التقنيات من خلال جهود تعاونية تعالج أهم المعوِّقات الفنية والاقتصادية والبيئية، وسيعمل المنتدى أيضًا على تعزيز الوعي وإيجاد البيئات القانونية والتنظيمية والمالية والمؤسسية التي تساعد في تطوير هذه التقنيات.