كثفت الأوساط الأوربية من اتصالاتها مع الأطراف الدولية والإقليمية مع اقتراب موعد الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي ستحظى خلالها الأزمة السورية والوضع في الشرق الأوسط بمكانة الصدارة. ويتجه وفد أوروبي برئاسة الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فدريكا موغيريني إلى نيويورك ليمثل الاتحاد الأوروبي في أعمال هذه الدورة وهو محمل بخطط محددة للتحرك تجاه الأزمة السورية وتجاه ملف الشرق الأوسط. ويقول إن التركيز يجري حاليًا في بروكسل والعواصم الأوروبية على الحفاظ على أكبر قدر من التنسيق بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي في مجمل هذه التحركات. وقام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال اليومين الأخيرين بإجراء اتصالات في لندن وباريس وبرلين حول الملف السوري ولتوحيد مواقف الدول الأوربية تجاه الطرح الروسي الجديد في التعامل مع الوضع السوري. ويضيف تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا حاليًا ثقلاً كبيرًا لهذه التطورات. ويريد الأوروبيون الوقوف على وجهة نظر الولاياتالمتحدة تجاه التحركات الروسية قبل يوم 28 سبتمبر وهو الموعد المحدد لكلمة الرئيس بوتين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ويواجه الاتحاد الأوروبي وفق المحللين إشكالية مزدوجة حاليًا تفسر اندفاعه وراء البحث عن مخرج للأزمة السورية وهما أولاً تفاقم "التهديدات الإرهابية"داخل أوروبا وتفاقم أزمة اللاجئين وبشكل متزامن وبما بات يهدد تماسك الاتحاد. وتقول المصادر الأوروبية إنه توجد فرصة سانحة لقبول العروض الروسية لأن روسيا نفسها تبحث عن مخرج لعزلتها في أوكرانيا والإفلات من العقوبات الغربية. كما أن موسكو تريد تفاهمًا مع الدول الغربية يحد من مخاطر تمدد داعش إلى مشارف أراضيها في القوقاز. وتعد الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية موغيريني حاليًا لاجتماع للرباعية الدولية الأسبوع المقبل في نيويورك بمشاركة الجامعة العربية للتأكيد على أن الاتحاد الأوروبي لا يفصل بين الأزمات الإقليمية, ولكن بعض الأطراف الأوربية تبدي ترددًا كبيرًا في القبول بعروض روسيا,معتبرة أن الكرملين يناور مع إيران لتسليح النظام السوري وتقويته وليس للبحث عن حل سياسي وهو موقف تبنته فرنسا. ويجري حاليًا التحرك أوروبيًا وروسيًا ودوليًا بدعم فكرة مبعوث الأممالمتحدة ستافان ديميستروا لتشكيل مجموعة اتصال دولية حول سوريا وهي مسألة بحثها المبعوث الأممي الأسبوع الماضي في بروكسل مع موغيريني.