إعداد : علي عسيري. تصوير : تركي البوق. عرفت المنطقة التاريخية بمحافظة جدة إرث تاريخي أصيل يعرف ب "الحوكاتي" الذي قدم ضمن فعاليات "رمضاننا كدا2" عبر شخصية كبيرة في السن تحكي أمام الأطفال بأسلوب قصصي بسيط معالم حياة الناس في الماضي بإسلوب حواري تسوده روح الشفافية والمداخلات بين "الحكواتي" ومتابعوه من الأطفال . وشملت طريقة تجسيد شخصية "الحكواتي" من مجموعة من الشباب يقدمون قصص زمان عبر شاشة عرض يقدم خلالها القصص بالصور ومقاطع الفيديو بصورة تسهم في إيصال المعلومات التاريخية بطريقة ملفتة تناسب شريحة الأطفال الذين يتفاعلون مع "الحكواتي" عبر طرح أسئلتهم واستفساراتهم وهو ما يعطي انطباعاً بوجود فضول وتعطش لمعرفة طبيعة حياة "أهل أول" في منطقة الحجاز . وحرصت إدارة الفعاليات على أن يتم تقديم "الحكواتي" عبر واقع يشد جيل اليوم من الأطفال إلى تاريخ جدة القديمة بالإستعانة بالأجهزة الحديثة لتسهيل إيصال المعلومة ولتهيئة جو من المرح يكسر الرتابة حيث تستقبل "ستي رحمة" زوار فعالية الحكواتي في مقعدها المعد على هيئة مجلس تراثي قديم حيث تدعو الجمهور لسماع الحكايات حيث يحاكي مقعدها ما كانت عليه المجالس في بيوت الأجداد قديماً والمجهز بأدوات عصرية متطورة كالبروجكتور وشاشة العرض الالكترونية الموصولة بجهاز كمبيوتر للتحكم بها . وأوضحت مدير فعالية "الحكواتي والحكيم الصغير" الدكتورة رائدة الحميدي أن فكرة الحكيم الصغير يقصد منها الطبيب المبتدئ وحرصنا بالتنسيق مع مكتبة نوبل على إدخالها ضمن الفعاليات بقصد عرض بعض الأفكار الطبية للأطفال على شكل ألعاب بما يتناسب مع ميولهم واحتياجاتهم بمشاركة مجموعة من طلاب وطالبات الطب. وأشارت إلى أن الفعالية تحتوي على لعبة تركيب البيوت القديمة ويقوم الأطفال بإعادة ترتيب البيت بأنفسهم بهدف ربط شعورهم اللا واعي بالإرث التاريخي الذي تحويه المنطقة التاريخية بطريقة ملفته ومحببه لهم في نفس الوقت . وأضافت أن الإقبال على الفعالية يتزايد يوماً بعد يوم وهو ما يعطي دلالة على عمق مكانة المنطقة التاريخية في عقلية الأطفال ويتضح ذلك من خلال كثرة استفساراتهم وأسئلتهم النوعية التي تتحدد في التركيز على التفاصيل بشكل دقيق اضافة الى فتح المجال أمام الأسرة للتجول بين مختلف الأجنحة الأخرى بحيث يتركون أطفالهم يمارسون أنشطتهم تحت أيد أمينة على أن تأخذ العائلة حظها من الاستمتاع بأجواء هذه الفعاليات .