بدأت في الرباط اليوم أعمال الاجتماع الحكومي الدولي حول التربية على التعددية الدينية الذي يعقد تحت عنوان "سياسات وممارسات رائدة: الثقافة ومستقبل التربية على التعددية الدينية والثقافية" بالتعاون بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات . وأكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري خلال حفل الافتتاح أن التعددية الدينية هي أصل في العائلة الإنسانية، مثلها مثل التعددية الثقافية في أبعادها اللغوية والتعبيرية وعمقها التاريخي، مصداقًا لقوله تعالى : (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) . وقال إن اختلاف الألسن هو اختلاف اللغات المعبّرة عن الثقافات، واختلاف الألوان هو اختلاف الأجناس والأعراق التي تنتج الثقافات ، مضيفًا أن التحديد الدقيق والتأصيل المنهجيَّ لمفهوم التعددية الدينية هما المدخل إلى معالجة هذا الموضوع الحيويّ الذي أصبح من اهتمامات الأسرة الدولية لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والتحالف بين الحضارات وهو الموضوع الرئيس الذي تُعنى به الإيسيسكو، بقدر ما يوليه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الاهتمامَ الكبير الذي يستحقه . وأضاف أن من شأن استعراض السياسات والتجارب الرائدة في مجال استخدام التقنية في التربية على التعددية الدينية والثقافية أن يفتح آفاق المستقبل لولوج مجتمع المواطنة العالمية الذي يتحرر من عقد الصراع الثقافي والصدام الفكري والكراهية الناتجة عن العداء بين أتباع الأديان لمجرد الاختلاف في المعتقدات مما يؤدي إلى نشوب الحروب، ونشوء الأزمات، وتفاقم المشاكل الدولية التيتهدد الأمن والسلم في العالم . وقال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إنه سعيًا من أجل تعزيز السلام العالمي وتعميق التعايش الديني والثقافي يشارك في هذا الاجتماع نخبة من القائمين على وضع السياسات والخبراءالدوليين لتحديد أفضل الممارسات في مجال التربية على تعدد الأديان والثقافات فيالبيئات العالمية والإقليمية، وزيادة التبادل الدولي للأفكار، والربط بين الباحثين والممارسين والمربين وواضعي السياسات، وتوسيع نطاق استخدام أنماط التعليم المراعية للاختلافات الدينية والثقافية والداعمة لثقافة الحوار على جميع مستوياته . واختتم كلمته بالقول إن إنكار التعددية هو الذي يتسبّب في إذكاء العداوة بين الناس، وفي تأجيج الصراع فيما بينهم، داعيًا إلى إيلاء الاهتمام البالغ لتربية الأجيال الناشئة على احترام التعددية بمضامينها الدينية والثقافية والحضارية، من أجل بناء عالم جديد تسوده قيم المواطنة العالمية وروح التعايش الديني والثقافي الذي هو الأساس للتعايش السياسي بين الدول سعيًا لإقرار الأمن والسلم الدوليين . // يتبع // 17:19 ت م تغريد