انطلق الاحتفال بالسنة الدولية للضوء، يوم أمس، بمقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في باريس، تحت عنوان "ألف اختراع واختراع وعالم ابن الهيثم"، بمشاركة أكثر من ألف شخص من مختلف دول العالم، بهدف لفت الانتباه نحو التكنولوجيات البصرية والدور الذي يمكن أن تضطلع به لتعزيز التنمية المستدامة. وألقى المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية في منظمة اليونسكو الدكتور زياد الدريس كلمة خلال الاحتفال أشار فيها إلى أن عصور الأنوار تنقلت طوال قرون مديدة بين الحضارات الفرعونية والإغريقية والفينيقية والصينية والهندية وغيرها، وأنه لن تفلح نوايا المجتمعات الطيبة في الحوار بين الثقافات ما لم تعترف بأن ما نعيشه اليوم من تقدم علمي ومعيشي هو نتيجة لتراكم معرفي صنعته بالتداول كل الحضارات التي مرت على التاريخ البشري، وليس حضارة واحدة فقط. كما ألقت مدير عام منظمة اليونسكو أرينا بكوفا كلمة عبرت فيها عن سعادتها لإطلاق حملة العالم الحسن ابن الهيثم لزيادة الوعي بعلوم الضوء وفائدتها للجميع، بينما أوضح رئيس مبادرة السنة الدولية للضوء 2015 جون دادلي في كلمة له الأثر الكبير لإسهامات ابن الهيثم في مجالات الفيزياء والبصريات والرياضيات والفلك والمنهج العلمي والتجريبي على الطريقة التي نعيش بها حياتنا اليوم. وأضاف أن قصة ابن الهيثم جزء أساسي من السنة الدولية للضوء، وآمل أن تحفز الشباب على العمل والتخصص في مجالات العلوم والسعي الدؤوب نحو بناء مستقبل أكثر إشراقاً. ومن جهته قال مدير ومنتج ألف اختراع واختراع أحمد سليم: إن السنة الدولية للضوء 2015 تقودنا لعام يشع بالفعاليات المشوقة، وابن الهيثم عاش في فترة مهمة جداً من تاريخ العلوم تُعرف بالعصر الذهبي للحضارة الإسلامية التي امتدت من جنوب إسبانيا غرباً إلى الصين شرقاً. ويتميز الاحتفال بإطلاق السنة الدولية للضوء بعقد اجتماعات لتناول مواضيع تتعلق بدور التكنولوجيات البصرية في مجال التنمية، ومستقبل هذه التكنولوجيات، فضلًا عن الحلول العملية التي يمكن لها التوصل إليها. ومن بين المحاور البارزة في هذا الاحتفال استهلال الحملة الدولية بعنوان "ألف اختراع واختراع وعالم ابن الهيثم"، وهى الحملة التي أطلقتها اليونسكو بالشراكة مع منظمة "ألف اختراع واختراع"، وهى منظمة تتمثل مهمتها في إبراز قيمة التراث الثقافي والعلمي. وبدأت انطلاقة حملة "ألف اختراع واختراع وعالَم ابن الهيثم" من باريس في جولة عالمية بالتعاون مع المتاحف ومراكز ومهرجانات العلوم والمؤسسات التعليمية في مدن عالمية عديدة وفي مدن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في كل من المملكة العربية السعودية، ودول الإمارات العربية المتحدة، والكويت، وقطر، ومملكة البحرين، وعُمان، والجزائر، ومصر, وغيرها، بالإضافة إلى إطلاق حملة رقمية مخصصة لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي.