ناقشت ندوة " النزاهة مطلب شرعي ووطني" التي أقيمت أمس بجامعة الملك فيصل ثلاثة محاور رئيسة، تناول الأول" دور الإسلام في حماية النزاهة ومكافحة الفساد"، قدمها رئيس قسم الدراسات الإسلامية في كلية الآداب الدكتور زياد الحمام تطرق فيها إلى أن الحديث عن الفساد لا يخص مجتمعاً بعينه أو دولة بذاتها، وإنما هي ظاهرة تشكو منها كل الدول لما له من خطورة على الأمن الاجتماعي والنمو الاقتصادي والأداء الإداري. واستعرض معاني النزاهة والفساد، في القرآن الكريم والسنة النبوية، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية جعلت حفظ المال من الضرورات الخمس في منظومة مقاصدها وأولوياتها وقدمته في ظروف خاصة على أهم العبادات التي لا يجوز التهاون فيها. فيما جاء المحور الثاني بعنوان" الوسائل المتاحة للمؤسسات الإعلامية في الكشف عن مواطن الفساد"، قدمه استشاري التخطيط الإعلامي والتطوير الدكتور سلطان الحمزي، حيث تحدث فيه عن أدوات الإعلام التي تضمنت العلاقات العامة، والمؤسسات الإعلامية، والإعلام الشخصي. في حين تناول المحور الثالث " إضاءات حول دور الهيئة الوطنية في حماية النزاهة ومكافحة الفساد"، قدمه أخصائي علاقات عامة في إدارة تشجيع برامج حماية النزاهة فدغم بن خلف الشمري، حيث تطرق إلى أهمية توعية الجمهور وتعزيز السلوك الأخلاقي عن طريق تنمية الوازع الديني للحث على النزاهة ومحاربة الفساد عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، وخطباء المساجد والعلماء والمؤسسات التعليمية وغيرها، وإعداد حملات توعية وطنية تحذر من وباء الفساد، والتأكيد على دور الأسرة في تربية النشء، ودورها الأساسي في بناء مجتمع مسلم مناهض لأعمال الفساد، وحث المؤسسات التعليمية على وضع مفردات في مناهج التعليم العام والجامعي، والقيام بتنفيذ برامج توعية تثقيفية بصفة دورية عن حماية النزاهة والأمانة ومكافحة الفساد وإساءة الأمانة، وحث المواطن والمقيم على التعاون مع الجهات المعنية بمكافحة الفساد، والإبلاغ عن جرائم الفساد ومرتكبيها، والعمل على وضع برامج توعية تثقيفية في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد، في القطاعين العام والخاص. وبين أن الجهات المعنية بمكافحة الفساد في العالم بمختلف مسمياتها تعمل على جانبين هما: جانب وقائي بمكافحة الفساد قبل وقوعه وهو كل ما يؤدي إلى حماية النزاهة من خلال التوعية والتثقيف، وإصلاح الأنظمة والإجراءات، ورصد مؤشرات الفساد، وتقويم سلوكيات وممارسات الفساد، وتعزيز أخلاقيات المهنة، وإقرار مبدأ الوضوح والشفافية، وغير ذلك من السبل والطرق المؤدية لحماية النزاهة، وجانب علاجي بمكافحة الفساد بعد وقوعه.