قال الله تعالى (( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )) ، في كل عام يتوجه إلى مكةالمكرمة ملايين المسلمين لأداء مناسك الحج، حيث تعيش أم القرى ومنى وعرفات أياما مشهودة تتجلى فيها أروع مظاهر الأخوة وأجمل مكارم الأخلاق أياما مباركة تذوب فيها كل الفوارق البشرية، ويلتقي فيها جموع الحجيج بلباس واحد بعيدين عن المظاهر الدنيوية، يلتقون في مكان وزمان واحد جاءوا طاعة لمولاهم ليشهدوا منافع لهم، ويؤدوا نسكهم، ويطوفوا بالبيت العتيق، مقبلين منيبين طائعين يحدوهم الأمل في تأدية دورهم في الركن الخامس من أركان الإسلام. وقد أكرم الله هذه الأرض الطيبة بأجل خدمة وأروعها.. وهو الاهتمام بالحرمين الشريفين وحراسة مقدسات الإسلام.. ورعاية ضيوف بيته العتيق الوافدين لأداء فريضة الحج يحفهم الأمن والأمان والطمأنينة وغيرها من الخدمات الجليلة ابتغاء رضوان الله. ويبذل قادة هذه البلاد الواعية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله مرورًا بأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله قصارى جهدهم لتوفير سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام في هذا التجمع الإسلامي الكبير , إيمانًا منها بأن هذه الجهود ما هي إلا تكليف رباني تنزلت به آيات السماء، وشرف عظيم خصها الله به من دون الناس تسعد بأدائه، وتنفق كل رخيص وغال في سبيل إتمامه تنفيذًا لأمره سبحانه وتعالى لأبي الأنبياء سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام (( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) سورة الحج. // يتبع // 12:32 ت م NNNN تغريد