قال معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن صالح السلطان، إن اليوم الوطني هو ذكرى ولادة حضارة متكاملة في زمن افتقرت فيه هذه البلاد إلى مقومات البناء المادية، لتعتمد على ركائز أكثر رسوخا أساسها الإيمان والعدل، مستمدة ثوابتها الراسخة من تعاليم الشريعة السمحاء، صانعة بذلك نموذجا عصريا فريدا لنهضة أساسها القيم السامية والمبادئ النبيلة، ومطبقة شرع الله القويم في أرضه، ومثبتة، يوما بعد يوم، متانة البناء وصموده في وجه المتغيرات التي تعصف بالعالم. وأوضح في تصريح له بمناسبة اليوم الوطني 84 للمملكة، أن الأسس التي وضعها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - ورعاها من بعده أبناؤه الملوك الميامين شكلت مناخا ملائما لانطلاق مسيرة تنموية ونهضة شاملة وضعت بلادنا في فترة وجيزة في مصاف دول العالم المتقدمة في مختلف الميادين مع محافظتها على هويتها الإسلامية الأصيلة وتقاليدها العربية العريقة، وهو الأمر الذي شكل تحديا لكثير من بلدان العالم التي تحاول اللحاق بركب الحضارة. وأضاف أن الإنجاز لم يكن يسيرا، وكانت التضحيات في سبيل تحقيقه عظيمة، فمسيرة توحيد هذه البلاد، التي شكلت إحدى أهم ملاحم العصر الحديث، كان قائدها بطلاً استثنائياً، وانطلق برفقة رجال مخلصين ليلمّوا شعث الوطن ويجمعوا شمل أبنائه تحت راية التوحيد حتى تحققت المعجزة، وأصبحت قصص تلك البطولات، وسير التضحيات والبذل والعطاء مصادر إلهام لأجيال، تستلهم منها القوة في الحق، والإخلاص لله ثم لأهدافنا وجهودنا ومساهماتنا في خدمة بلادنا - حرسها الله. وأشار إلى أنه باكتمال مرحلة توحيد البلاد، استمرت مسيرة البناء، وقامت على أرض هذه البلاد مسيرة تنموية ونهضوية شاملة استمدت قوتها من قيم الإسلام واعتمدت على جهود أبناء الوطن وقوة إرادتهم وعظيم همتهم، فأصبحت الصحاري القاحلة ميداناً لنهضة تنموية هي الأهم في المنطقة شملت جميع القطاعات والمجالات التعليمية والصناعية والزراعية والخدمية، وجعلت المواطن السعودي هدف هذه التنمية التي سابقت الزمن، ورسمت معالم حضارية جمعت بين أصالة التراث و ديناميكية الحاضر ومتغيراته كما تهيأت للمستقبل ببصيرة نافذة تستشرف الآفاق وتستنير الطريق. // يتبع // 11:51 ت م NNNN تغريد