أكد معالي محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد بن عثمان القصبي أن مشروع الإستراتيجية الوطنية للجودة سيمثل انطلاقة قويّة لتطبيق نموذج سعودي متميز للجودة ملائماً للمتطلبات الواقعية ومتماشياً مع النظم الدولية ، مبيناً أن المشروع يُعنى برسم سياسات تكاملية بين الجهات المعنية من القطاع العام والخاص ومراكز اتخاذ القرار كأولوية حتمية لإنجاز هذه الإستراتيجية، ويمثل خطوة متقدمة لاستكمال ما توصلت إليه دول العالم في هذا المجال. وقال الدكتور القصبي خلال كلمته في افتتاح الندوة الثالثة والأخيرة ضمن سلسلة الندوات التعريفية لمشروع الإستراتيجية الوطنية للجودة التي نظمتها الهيئة بمدينة الرياض اليوم :إن الهيئة حرصت على رعاية واحتضان هذا المشروع الوطني , وأولته عنايةً واهتماماً , وبادرت في تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي وعينت له فريقاً استشارياً متخصصاً، ووضعت العديد من البرامج والخطط التنفيذية من أجل الإسهام في تحقيق الجودة في منتجاتنا وخدماتنا الوطنية ، كما استمرت لتحقيق هذا الغرض في تطوير عددٍ كبيرٍ من المواصفات القياسية لضمان جودة المنتجات المحلية والمستوردة . وأكد أن الهيئة استحدثت العديد من الأنظمة والإجراءات والجوائز في مجال الجودة تحقيقاً للأغراض والمهام الأساسية المناطة بها , وذلك إدراكاً لأهمية تبني الجودة كقضية ومطلب وطني , وتسعى بجهد حثيث لأن تكون الإستراتيجية الوطنية للجودة بمثابة خارطة الطريق لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - للجودة 2020م " المملكة العربية السعودية بمنتجاتها وخدماتها معيارٌ عالميٌ للجودة والإتقان ". وأبان معاليه أن الجودة بمفاهيمها ومعاييرها الواسعة وتطبيقاتها الشاملة من أسلوب منهجي رائد يرتقي بالسلع والمنتجات والخدمات ، ويرتقى بأسلوب الحياة، ويتوقف ذلك على مدى الإيمان بأهمية هذا المفهوم وتلك الرؤية وتطبيقها على أرض الواقع وأن لا يتخذ شعاراً فقط لا يتجاوز صداه خارج الحلقات والمؤتمرات. وشدد على أن مفهوم الجودة بما به من تفصيلات ورؤى واستراتيجيات متنوعة، يتطلب تطبيقه على أرض الواقع جهود أكبر من الملتقيات والمناقشات ، مطالباً بعدم التعامل مع هذا المفهوم على أساس أنه عنصراً تكميلياً أو ترفاً، بل نريد أن يكون واقعاً ملموساً حقيقياً في خدماتنا وممارسات عملنا المختلفة الحكومية والخاصة، ولن يكون ذلك إلا بتكامل الجهود بين جميع القطاعات العامة والخاصة لتبني معايير الجودة العالمية. وأعرب الدكتور القصبي عن أمله في أن تسهم الإستراتيجية الوطنية للجودة في إيجاد برنامج محكم لنشر ثقافة الجودة موجه للمنتج والمستهلك في جميع مجالات الخدمات والمنتجات , مبيناً أن الأهداف تمحورت حول ضرورة الإسهام في تحقيق أعلى المستويات لممارسة الجودة في مجالي الخدمات والمنتجات لجميع القطاعات المستهدفة وفق المعطيات الخاصة بكل قطاع، وكذلك ضرورة تأهيل بعض الخدمات والمنتجات السعودية لتحصل على علامة الجودة ، وإيجاد منظومة عمل مشترك ومتكامل بين جميع قطاعات الخدمات والإنتاج والجهات ذات العلاقة بالجودة. مما يذكر أن الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة نظمت مطلع هذا الأسبوع سلسلة الندوات التعريفية لمشروع الإستراتيجية الوطنية للجودة حضرها عدد من المختصين والمهتمين وممثلي الهيئات والمؤسسات الحكومية ، حيث انطلقت يوم الأحد الماضي أولى الندوات بالغرفة التجارية الصناعية بجدة ، فيما انتقلت فعالياتها إلى الدمام يوم الاثنين واختتمت بآخر ندوة اليوم الثلاثاء في المقر الرئيسي للهيئة بالرياض .