أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة, إن المملكة استشعرت منذ سنوات عديدة خطر ظاهرة الإرهاب والفكر الضال المنحرف, فكانت من أوائل الدول التي تصدت له على مختلف الأصعدة ، محلياً وإقليمياً ودولياً , وعبرت عن رفضها الشديد وإدانتها المطلقة للإرهاب بكافة أشكاله وصوره , لتنافيه مع مبادئ وسماحة وأحكام الشريعة الإسلامية الغراء التي تُحرم قتل الأبرياء وتنبذ مختلف أشكال العنف والإرهاب وتدعو إلى حفظ حقوق الإنسان. واستعرض معاليه في تصريح بمناسبة انعقاد المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب بالمدينةالمنورة غداً تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين أيده الله , جهود المملكة في التصدي لآفة الإرهاب , وتصدي رجال الأمن وبكل شجاعة للفئات الضالة والباغية وقضائهم ، على أرباب هذا الفكر الضال وتسجيلهم نجاحات غير مسبوقة تمثلت في الضربات الاستباقية , وإفشال معظم العمليات الإرهابية قبل تنفيذها, إضافة إلى تصدى علماء المملكة ومشايخها الأجلاء لمبادئ ومنهج هذا الفكر المنحرف وتبيان ضلاله ومقارعته بالحجة استناداً إلى الأدلة الواضحة من الكتاب والسنّة. وقدّر معالي الدكتور خوجة المواقف الصارمة والحازمة تجاه الإرهاب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود , ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع, وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود, ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء -حفظهم الله - ، مشيراً إلى تصدي المملكة وبقوة للأعمال الإرهابية ، وتجنيدها لكافة أجهزتها لحماية المجتمع, إضافة إلى وضع إستراتيجية من خلال خطين متوازيين هما المعالجة الأمنية والمعالجة الوقائية. وأوضح معالي وزير الثقافة والإعلام, أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله" التي أعلنها في الخامس من شهر جمادى الأولى لعام 1425ه جاءت تتويجاً لهذه المعالجة الوقائية، حيث أصدر "حفظه الله " عفواً عن كل من يُسلّم نفسه من تلك الفئة الضالة, وأنه سيعامل وفق شرع الله فيما يتعلق بحقوق الغير، مبيناً أنه هذا القرار استفاد منه عدد كبير من الأشخاص الذين اعتنقوا الفكر الضال, وسلموا أنفسهم للجهات الأمنية واستفادوا من العفو الملكي الكريم. كما نوه معاليه بالجهود التي تبذلها وزارة الداخلية في هذا الشأن , من بينها تشكيلها لجنة المناصحة وهي لجنة شرعية تتكون من العلماء والمفكرين, بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة لدى الموقوفين, ونصحهم وتوجيههم إلى تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة , وفق الأدلة الشرعية، مبيناً أنه قد تحقق مع هذا النهج الأهداف المرجوة في عودة الكثير من المغرر بهم إلى جادة الصواب نادمين على ما اقترفوه من أعمال. وحول دور وزارة الثقافة والإعلام أكد معاليه أن الوزارة بذلت جهوداً كبيرة في التصدي للفكر الضال التكفيري المنحرف من خلال البرامج الإذاعية والتلفازية ، والتي استضافت فيها العلماء والمشايخ الذين أوضحوا ضلال الفكر التكفيري وأبانوا بالحجة والبراهين خطأ هذا المنهج ، وصححوا المفاهيم الخاطئة مستدلين بما جاء في الكتاب الكريم والسنّة النبوية. وعدّد معاليه, بعض الجهود التي بذلتها المملكة على الصعيد العالمي, ومن بينها انضمام المملكة إلى العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الإقليمية والدولية في مجال مكافحة الإرهاب, مؤكداً أن الإرهاب وأعمال العنف أصبحت ظاهرة عالمية تعددت أساليبها , وطالت العديد من دول العالم كونه آفة خطيرة لا دين له ولا وطن له ولا يعرف جنساً أو طائفة. وختم الدكتور خوجة تصريحه, مقدماً شكره للجامعة الإسلامية ممثلةً بمديرها الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند على تنظيم المؤتمر الهام لتبيان خطر الإرهاب الذي يعد عدواً للإنسانية.