جددت جامعة الدول العربية موقفها الراسخ لرفض الإرهاب وإدانته بجميع أشكاله وصوره مهما كانت دوافعه ومبرراته، ورفض الخلط بين الإرهاب والدين الإسلامي الحنيف. وقال رئيس قسم الدراسات القانونية والقضائية بقطاع الشئون القانونية بالجامعة العربية المستشار عبدالله الكيلاني في كلمته اليوم أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال ورشة العمل العربية حول "سبل تطوير التدابير والاستراتيجيات الوطنية والإقليمية لمواجهة أفعال التحريض والتطرف والعنف المؤدية للإرهاب" : إن "البيانات الصادرة عن مؤتمرات القمم العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ومنها التي عقدت في كل من شرم الشيخ والرياض تضمنت إدانة الأعمال الإرهابية التي اتخذت لنفسها ذرائع طائفية أو مذهبية أو عرقية، ورفض عمليات الابتزاز من قبل الجماعات الإرهابية، والتأكيد على أهمية مواصلة وتكثيف برامج التوعية ضد أخطار الإرهاب. وطالب الكيلاني بمعالجة جذور الإرهاب وإزالة العوامل التي تغذيه، مشيرًا إلى دعوة الجامعة العربية بالانضمام إلى "الصكوك الدولية" المتعلقة بمكافحة الإرهاب من أجل تفعيل التعاون الدولي لمكافحة هذه الظاهرة. ولفت الانتباه إلى أن الدول العربية كانت سباقة بمكافحة ظاهرة الإرهاب الذي عانت منه خلال عدة عقود، موضحًا أن الجامعة العربية قامت بعدة مبادرات لتعزيز التعاون العربي والدولي لمكافحة الإرهاب أهمها إبرام الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب عام 1998م التي دخلت حيز النفاذ عام 1999م، ووضع آلية تنفيذية لها، والاتفاقية العربية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب الموقعة عام 2010م. وشدد رئيس القسم لدى المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن بالأممالمتحدة أحمد عصمت سيف الدولة من جانبه على أن الإرهاب يمثل خطراً يهدد جميع البلدان الحضارية وتنهى عنه جميع الأديان، داعيًا الدول كافة إلى الإعلان صراحة "بأنه لا يوجد سبب على الإطلاق يبرر استهداف المدنيين وغير المقاتلين". وأكد حرص التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب على تعزيز تعاونها مع كافة دول الأممالمتحدة والمنظمات الدولية في مجال مكافحة الإرهاب، وتفعيل بنود الإستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب التي أقرتها الجمعية العمومية عام 2006م، مشدداً على أهمية مكافحة التحريض على ارتكاب الأعمال الإرهابية, إلى جانب الدفاع عن حقوق الإنسان وتقوية سيادة القانون والدعوة إلى الحوار والتسامح والتفاهم بين الحضارات لإضعاف قوة الإرهابيين ومنعهم من استغلال أية ظروف لنشر الكراهية والتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية. وثمّن الجهود التي تقوم بها منظمة التعاون الإسلامي في إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى استعداد المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب الدائم لدعم هذه الجهود. وتتناول ورشة العمل التي تستمر على مدى يومين عددًا من المحاور المهمة، من بينها مواجهة أفعال التحريض المؤدية لأعمال إرهابية، وتقييم التهديدات في دول الأعضاء بجامعة الدول العربية، والتحديات التي تشكلها أفعال التحريض، إلى جانب العمل في ظل شراكات لمواجهة التحديات التي يشكلها التحريض والتطرف والعنف، ودور المنظمات الإقليمية والمبادرات المتخذة لمواجهة التحريض والتطرف والعنف. // انتهى // 19:56 ت م تغريد