تقود الأممالمتحدة حملة تحصين ضد مرض شلل الأطفال بمنطقة الشرق الأوسط تستهدف أكثر من عشرين مليون طفل في دول ومناطق عدة بعد ظهور المرض مؤخراً في سوريا. وظهر شلل الأطفال في بعض المناطق بشمال شرق سوريا لأول مرة منذ نحو أربعة عشر عامًا، مما أدى إلى شلل عشرة أطفال. وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية سونا باري : إن منطقة الشرق الأوسط لم تشهد ظهور شلل الأطفال منذ نحو عشر سنوات، ولكن الفحوصات كشفت عن وجود الفيروس في عينات مأخوذة من الصرف الصحي في مصر وإسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة. ونقل راديو الأممالمتحدة اليوم عن باري قولها في مؤتمر صحفي من جنيف : "إن الدول والمناطق المستهدفة في هذه الحملة هي مصر وإيران والعراق والأردن ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزةوسوريا وتركيا". ويبلغ العدد الإجمالي للأطفال المستهدفين في الحملة نحو اثنين وعشرين مليونًا وستستمر حملة التحصين لمدة ستة أشهر، وستكرر على مر الوقت. وتستهدف حملة التحصين مليونًا وستمائة ألف طفل داخل سوريا من أمراض شلل الأطفال والحصبة والنكاف والحصبة الألمانية. يأتي ذلك في وقت حذر فيه فريق طبي ألماني من تعرض القارة الأوروبية لخطر انتشار مرض شلل الأطفال بعد تفشي المرض في سوريا. ونقلت مجلة (لانسيت) الطبية البريطانية عن الفريق الطبي الألماني القول : إن حالات المرض في سوريا -التي كانت خالية من فيروس شلل الأطفال البري منذ عام 1999م - يمكن أن تهدد المناطق القريبة منها بانتشار المرض. وأشارت المجلة إلى أن تطور الشلل يظهر في واحد من بين كل 200 شخص من المصابين لذلك يستغرق انتقاله "بشكل صامت" إلى عام قبل أن يتم الكشف عنه, ويمكن لمئات الأشخاص أن يحملوا العدوى بفيروس المرض في هذه الفترة. واشارت المجلة إلى أن معظم الدول الأوروبية تستخدم لقاح شلل الأطفال المعطل (IPV) بدلا من لقاح شلل الأطفال الحي (OPV) الذي يؤخذ عن طريق الفم، لأن هناك إمكانية لهذا الأخير، في حالات نادرة، لأن يؤدي إلى الشلل الرخو الحاد، وهو أهم أعراض شلل الأطفال. ويقول الأطباء أن الدول ذات التغطية المنخفضة للقاح شلل الأطفال مثل النمسا وأوكرانيا معرضة لخطر تسرب الفيروس عبر اللاجئين الفارين من سوريا. // انتهى // 19:04 ت م تغريد