يقف جبل " أبو مخروق " شامخا وسط مدينة الرياض وشاهدا لأقدم حديقة في منطقة الرياض ، حاملا بين أرجاءه حكاية الحضارة السعودية الحديثة التي انطلقت بين صخوره الجيرية ، راويا قصصا وعناوين بارزة للتغير الذي طرأ وشهده جيل السبعينيات والثمانينيات من أهالي الرياض. وصف الجبل الرحالة والمؤرخ الياباني " إيجيرو ناكانو " في كتابه " الرحلة اليابانية إلى الجزيرة العربية " الذي وضعه عام 1941 ه ، بأنه كالنسر. وجاء في كتابه الذي يقع في 144 صفحة من القطع المتوسط الصادر من دارة الملك عبد العزيز " ذهبنا إلى جبل أبو مخروق في وسط الصحراء وتمكنا من مشاهدة جبل يتكون من الصخر الجيري ، ويصل ارتفاعه لخمسين مترا والجبل على شكل طائر النسر ، وتبدو في رأسه فتحه كأنه عين النسر. فجوة الجبل العلوية ، أبرز ملامحه بالإضافة إلى تشكيلاته الصخرية الجديرة بالتوقف والتأمل ، وأطلق على الجبل مسمى مستوحى من قمته المخروقة " فتحول اسمه من " الخربة " قديما ل " أبو مخروق حديثا ". واكتسب الجبل أهمية بالغة من حيث شكله الطبيعي للقادم من خارج الرياض وموقعه على طريق القوافل التجارية التي تقصد مدينة الرياض والقادمة من المنطقة الشرقية ، وهي محطة استراحة المسافرين ، خصوصا أولئك القادمين في الليل ، لأن العادات والتقاليد لدى العرب لا تسمح بغشيان المدينة ليلا فتقفل بوابات الرياض وتنتظر القوافل عند الجبل حتى انبلاج الفجر بحسب العرف - آن ذاك - ويُعد جبل أبو مخروق من أقدم الحدائق المنشأة بمدينة الرياض ، إما كان هو الأقدم ، وكان هو المتنفس الوحيد لسكان مدينة الرياض ، وكان يحتضن العوائل والأطفال أيام العطل الأسبوعية والإجازات الدراسية وسمى الجبل بهذا الاسم نظرا للتجويف الكهفي الذي يعتليه ، والتشكيلات الصخرية المتأثرة بعوامل التعرية وسقوط الأمطار التي أسهمت في عملية تكوينه بأشكال متعددة. وتجويف الجهة الغربية من الجبل تجعله نافذا من الجهتين ، وهذا ما رجحه مهتمون بأنه التسمية راجعة لشكله المخروق مع الجهتين الغربيةوالشرقية. وتحول الجبل لحديقة عامة عبر أول افتتاح عصري للجبل قبل أكثر من 33 عاما أي في عام 1400ه على طريق صلاح الدين الأيوبي، بحي الملز، بمساحة مقدارها 40,000 متر مربع. // يتبع //