ما زلنا نقف حائرين أمام حل مشكلة «التفحيط» على الرغم من أنها أقدم مشكلة واجهها مجتمعنا من مشكلات الشباب. في كل مدينة من مدن المملكة يتفق الشباب على التجمع في أماكن معينة بعضها أمام أعين الجميع وبعضها في شوارع خلفية. والذي يسهل ملاحظته ويثير الغرابة في الوقت ذاته، أن سيناريو الكوارث التي غالبا ما تحدث بين المفحطين وجمهورهم هو نفسه لا يختلف إلا باختلاف المكان، لا تخرج كوارثهم عن عدة سيناريوهات معروفة مسبقا، إما أن يفقد المفحط السيطرة على السيارة ليقتل ويصيب العشرات ممن يتفرجون عليه، أو ينفجر أحد إطارات سيارة المفحط أو يحدث خلل طارئ لتنقلب السيارة عدة مرات، أو يقوم أحد الشباب المتفرجين بمحاولة عبور الشارع ليتفاجأ بسيارة المفحط كالصاروخ قادمة إليه فيحدث رعب لا يمكن تخيله خلال ثوانٍ معدودة. تتبعت الكثير من مشاهد التفحيط التي تم بثها عبر الإنترنت لمحاولة فهم سلوكيات الشباب أو دوافعهم التي تقذف بهم إلى حافة الهاوية، وأستغرب كيف تترك هذه المشاهد المرعبة ولا تجد أحدا يطاردها من أجل إزالتها من جميع مواقع الإنترنت نظرا إلى تقديمها صورة سيئة عن شبابنا، ونظرا إلى بشاعة ورعب ما يحدث خلال بعض الحوادث التي تصاحبها. في الأعوام السابقة كنا نأمل بوجود حل جذري لهذه المشكلة لكننا الآن وبعد أن أيقنا بأن لا حل قريب نتمنى مطاردة هؤلاء عبر مواقع الإنترنت وعدم السماح لهم بنشر أي مقطع يحتوي على «تفحيط»، لأنه من خلال رصد بسيط قمت به وجدت أن لا هدف لهذا المفحط سوى «الشهرة» والمفاخرة بين أقرانه، بل وصلت إلى درجة أن بعض الشباب السذج المبهورين بالمفحطين قد يمنحون سياراتهم الخاصة للمفحطين ليفحطوا بها حتى يظن الآخرون فيما بعد بأنه هو من كان يفحط بحثا عن إعجاب الآخرين! طبقوا عقوبة صارمة على المتفرجين والمفحطين سواء وستجدون هذه الظاهرة وقد اضمحلت.