سلم جمهور الشعر أسماعه للأمير بدر بن عبدالمحسن في الأمسية الخيرية التي أقامها مساء أمس الأول، في فندق الفورسيزون بالرياض، لصالح الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام «إنسان»، فلم تطلب قصيدة بعينها من الشاعر بخلاف ما هو حاصل في الأمسيات الشعرية الأخرى، بل ترك الحضور الخيار للبدر، في إشارة إلى الرضا بالذائقة والاختيار، وتساوي جميع قصائده تحت مقياس الشاعرية والجمال. وأكد الأمير بدر بن عبدالمحسن خلال الأمسية التي واكبها إطلاق ديوان «ومض» ومعرض للفن التشكيلي، أن الخير هو الدافع للأمسية والحضور، مشيدا بمحاولة إسهام الجميع في دعم نشاط جمعية إنسان: «حضرت لأقدم أفضل ما لدي، ولو كان لدي الأفضل لقدمته لكم وما بخلت به عليكم، اختياري من قبل منسوبي الجمعية يجسد ثقة غالية، فهم حملوني مسؤولية كبيرة، لذا يجب علينا جميعا أن نعمل ونتكاتف لتوفير الدعم لكل منسوبي هذه الجمعية، وهم أناس لهم مكانتهم بيننا، سواء من فقد أبا أو أما أو الاثنين معا، شخصيا أقدر وأعتز بكل شركة ومؤسسة وأشخاص قدموا الدعم المادي والمعنوي لهذه الجمعية، ولو أني أعلم أن ذكرهم سيزيدهم غبطة لسردتهم واحدا تلو الآخر». وأعلن الأمير بدر بن عبدالمحسن عن مشاركة الشاعرين نايف صقر ومساعد الرشيدي في الأمسية، ليبدأ بعد ذلك بقصيدة عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أتبعها بأخرى عن الأمير سلطان بن عبدالعزيز تحكي عن معاتبته له شخصيا بسبب ابتعاده عن الساحة.. وتقول كلماتها: يا سيدي زدني غضب منك وعتاب ترى الحظيظ اللي يهمك عتابه رفعت قدري بين ربعي والأجناب لبستني ثوب الفخر والمهابه إلا التفت سلطان لي كل الأرقاب لي تلتفت والقلب يشفى صوابه ما لي عذر قصرت يا تاج الأحباب ومن لا سعى لرضاك وش ينبغى به تقول غبت وغيبتك ما لها اسباب والغايب اللي سيدي ما درى به وانت السما ما ينقصك كوكب غاب مثلي ونور الشمس يطلب جنابه قدم بعدها قصيدة وطنية، وأعلن عن حضور الشاعر نايف صقر الذي أشاد بتجربة البدر، وأكد أنها أضافت إلى الشعر الكثير؛ لأنها راقية ومتفردة: «نحن قبيلة الشعر نشعر بالامتنان لوقوفنا أمام البدر، هذا الرجل الذي نتمنى له الاستمرارية والعطاء والسطوع دوما». قدم بعدها قصيدة «البتول» التي غناها أخيرا راشد الماجد، وقصيدة «وضحى» التي ذكر أنها تعني له الشيء الكثير؛ فهي على اسم أمه وابنته، ويقول مطلعها: وضحى لها من طامن الغيم طله تسقي الكبود بلطفها مثل الازهار وضحى خذت من حارق القيظ كله مدري سحاب كفوفها مدري انهار وبعد المشاركة السريعة من صقر، عاد الأمير بدر ليقدم ثلاث قصائد غزلية تفاعل معها الحضور؛ وهي: «حسايف»، «طالت علي المسافة»، «الغضب». بعد ذلك قدم الشاعر محمد الجبرين قصيدة «يا وطن من سوى ربك عظيم»، وبعد أن فرغ منها سأله البدر ممازحا: «لمن هذه القصيدة؟» فأجابه: «لمهندس الكلمة الأمير بدر بن عبدالمحسن». وبعد التقاط الأنفاس قدم الأمير بدر قصيدتين: «عن كل نجم ظهر» و«تخيل»، ليقدم بعد ذلك خالد بن محمد بن خالد في أول ظهور له، ثم عاد ليطرب الحضور ب«الشمس طاحت، صياح الباب، ابعتذر»، واستأذن الحضور لتقديم موهبة جديدة قال عنه: إنه ابنه الثاني، وهو شاب ينتظره مستقبل باهر في الشعر، ليصعد خالد بن وليد السبهان على المنصة مقدما قصيدة «دمع السحاب» للبدر و«نجد» من تأليفه، وبعد تقديم البدر لقصيدتي «حدود الرمل» و«المحبة أرض» أعلن عن حضور الشاعر مساعد الرشيدي الذي أكد أن «مهندس الكلمة» كان من الداعمين له: «أذكر قبل 15 عاما، حينها كنت في بداياتي الشعرية، ولم أقدم ما يشفع لي، كان للأمير بدر حضور في أحد البرامج التليفزيونية، وسئل عن الشعراء الذين يتوقع لهم مستقبلا باهرا، فذكر مساعد الرشيدي، وهذا كان دافعا قويا لي لأن أظهر وأقدم نفسي بشكل جيد». وأشار الرشيدي إلى أن مشاركته وزميله نايف صقر في الأمسية هي الأسهل على الإطلاق؛ لأن الاختيار من شعر البدر عملية سهلة وغير معقدة: «يكفي أن تضع إصبعك على أي من قصائد البدر لتحصل على قصيدة جيدة». وفضل الرشيدي تقديم «تعبت اسافر ويطيح نجم الليل» قبل أن يستأذن الحضور في قصيدة كتبت في الأمير بدر وشاعريته.. ومنها: يا سيدي بدر يالزيزوم شيخ العيال طابت لياليك وايامك وطاب الشعر طل المسا والرياض الفاتنة ما تزال عند المرايا تنقى لك ثياب السهر عقب هام السحب بنت الحلال عطني المحبة زمان الصمت قلت المطر ما عاد خليت للشعار باقي مجال وأولهم مساعد ربيع ونايف صقر.. وقبل الختام وتكريم الرعاة قدم الأمير بدر بن عبدالمحسن قصيدة وطنية، ووجه شكره لجميع الحضور والداعمين للأمسية التي ذهب ريعها والمعرض الفني إلى جمعية إنسان التي وفقت في الاختيار والتنظيم