كان شهر سبتمبر 2009 يوما حافلا في مسيرة الوطن العلمية بافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» في ثول، والتي تمنح درجات علمية في 11 مجالا، تتوزع ككليات ومراكز أبحاث على مساحة تزيد على 36 مليون كيلومتر على شاطئ البحر الأحمر على بعد 80 كيلومترا تقريبا شمال مدينة جدة. وتعد «كاوست» جامعة دولية للأبحاث على مستوى الدراسات العليا، وتسعى لإطلاق عصر جديد من الإنجاز العلمي في المملكة يعود بالنفع على المنطقة والعالم، وهي تحقيق لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي راودته منذ عشرات السنين. وتهدف الجامعة إلى إنشاء مجتمع دولي من العلماء الذين يكرسون جهودهم للعلوم المتقدمة والترحيب بالرواد في مجال العلوم والتقنية والتجارة والأعمال والتعليم من خلال التعيين والشراكات، وتوفير الحرية للباحثين للإبداع والتجريب، وتجسيد أعلى المعايير الدولية للمستوى العلمي والبحوث والتعليم والتعلم، وتسعى لتحقيق خطتها البحثية من خلال أربعة محاور استراتيجية تركز على مجالات العلوم والتقنية التي تهم المملكة والمنطقة والعالم، وتتمثل في الموارد والطاقة والبيئة، والعلوم البيولوجية والهندسة البيولوجية وعلم وهندسة المواد، والرياضيات التطبيقية والعلوم الحاسوبية. وقد قامت الجامعة منذ عام على افتتاحها على تقديم العديد من الإنجازات العلمية، التي تمثلت في المؤتمرات واللقاءات الدورية وإنجاز عدد من الأبحاث واستقبال الباحثين والوفود، وتمنح درجات علمية في الدراسات العليا فقط، وستكون خطة الأبحاث هي أساس البرامج التعليمية على مستوى درجتي الماجستير والدكتوراه، وبدأت بمنح درجتين علميتين: درجة ماجستير العلوم، التي قد تكون درجة دراسات عليا نهائية أو مدخلا إلى برنامج الدكتوراه، ويستغرق إتمام درجة ماجستير العلوم عادة 18 شهرا، وتمنح لكل من الطلاب المتفرغين وغير المتفرغين؛ مثل الطلاب الذين يكفلهم القطاع الصناعي ويكونون في إجازات من جهات عملهم طوال الفصل الدراسي. درجة الدكتوراه، وهي عادة من ثلاثة إلى أربعة أعوام بعد درجة الماجستير، وتتضمن بحثا أصليا في أحد مراكز أبحاث جامعة الملك عبدالله، يتوج بأطروحة بحث. كما تقدم الجامعة 11 مجالا علميا للدراسة، وهي: الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسوب، والعلوم البيولوجية، والهندسة الكيميائية والبيولوجية، والعلوم الكيميائية، وعلوم الحاسوب، وعلوم وهندسة الأرض، والهندسة الكهربائية، والعلوم والهندسة البيئية، والعلوم البحرية، وعلوم وهندسة المواد، وقد أسست مبدئيا تسعة مراكز أبحاث للمرحلة الأولى لتشغيل الجامعة في شهر سبتمبر 2009م. تعاون صناعي أعلنت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أن مجموعة ميدروك أصبحت عضوا مؤسسا في برنامجها للتعاون الصناعي، والذي يهدف إلى تعظيم نطاق التعاون الصناعي الفعال على الصعيدين المحلي والدولي من خلال استقطاب الشركاء المهمين، الذين يجمعهم الاهتمام الشديد بترجمة المعارف إلى واقع عملي يؤدي إلى تحقيق النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل، وتطبيقا لأفضل الممارسات العالمية تقوم الجامعة أيضا بإنشاء مكتب لنقل التقنية ومجمع للبحوث لدعم إنشاء شركات أعمال جديدة. وأوضح مدير برنامج جامعة الملك عبدالله للتعاون الصناعي رائد بكيرات أن «التعاون الصناعي منظم في آليتين رئيسيتين في جامعة الملك عبدالله، الأولى برنامج الجامعة للتعاون الصناعي وهو الآلية التي تقوم على العضوية والتي يترتب عليها مزايا محددة مرتبطة بكل مستوى من مستويات العضوية، وأما الآلية الثانية فهي برنامج ارتباط الصناعة بمراكز الأبحاث، وهو برنامج للتعاون البحثي موجه لإجراء بحوث في مجالات محددة تحظى بالاهتمام، مع مركز واحد أو عدة مراكز أبحاث في جامعة الملك عبدالله». وهناك ثلاث فئات للعضوية في برنامج التعاون الصناعي وهي: العضو المؤسس، والعضو الداعم، والأعمال التجارية الصغيرة، ويترتب على كل فئة من الفئات التزام مدته ثلاثة أعوام مع التمتع بالعديد من المزايا. وأعلنت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أن شركة زينل، وهي شركة قابضة متنوعة متعددة الجنسيات، قد أصبحت عضوا داعما في برنامج الجامعة للتعاون الصناعي وتعتزم الدخول في علاقة استراتيجية مع الجامعة في المملكة. وأشار رئيس جامعة الملك عبدالله البروفيسور تشون فونج شي إلى أن: «رؤية الملك عبدالله تقتضي أن تكون جامعة الملك عبدالله بمثابة القائد في تحويل المملكة إلى اقتصاد قائم على المعرفة عن طريق دمج البحوث التي تنتج في الجامعة في اقتصادنا مباشرة». ومن إنجازات الجامعة انضمام تحالف مجموعتي العليان و«سي إتش تى إم» العالمي إلى عضوية برنامج الجامعة لرعاية المراكز الصناعية، وذلك لرعاية مركزها لبحوث ودراسات تحلية المياه وإعادة استخدامها، وتعتبر هذه العضوية الثانية من نوعها بين مجموعة تجارية ومراكز أكاديمية بحثية ضمن برنامج التنمية الاقتصادية في الجامعة. وقد رحبت الجامعة بشركة كريستال العالمية، ثاني أكبر شركة في العالم لإنتاج «ثاني أكسيد التيتانيوم» عضوا مؤسسا في برنامجها للتعاون الصناعي «KICP» ضمن برامج التنمية الاقتصادية فيها. ووقع رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا البروفيسور تشون فونج شيه، في ال18 من يناير 2010م، مع المدير والتنفيذيين لشركة نالكو «NALCO» اتفاقيتين تصبح الشركة بموجبهما عضوا مؤسسا في برنامج الجامعة للتعاون الصناعي «KISP» وشريكا بحثيا في برنامج مركز الجامعة لرعاية البحوث الصناعية «CIAP». وقام نائب الرئيس المُكلف للتنمية الاقتصادية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أحمد الخويطر بتوقيع مذكرة تفاهم مع نائب الرئيس للأبحاث والتقنية في شركة سابك الدكتور عبدالرحمن العبيد، لتصبح شركة سابك شريكا رئيسا ومهما في برنامج التنمية الاقتصادية لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. كما وقع مدير مجمع البحوث والتعاون الصناعي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتور تشارلز كنجدون مع مدير مركز بحوث الكربونات بشركة شلمبرجير بالظهران الدكتور محمد البدري اتفاقية تجعل شركة شلمبرجير، وهي من أكبر المستثمرين في مجال التكنولوجيا للصناعة الدولية للتنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما، عضوا رئيسا في برنامج الجامعة للتنمية الاقتصادية. وقد أعلنت الجامعة أخيرا انضمام شركة بوينج لبرنامج التعاون الصناعي «KICP» ، وجاء ذلك بعد توقيع اتفاق أصبحت من خلاله بوينج العالمية، وهي الشركة الرائدة في مجال الطيران، عضوا مؤسسا في برنامج التنمية الاقتصادية الذي تديره الجامعة. ووقع كل من البروفيسور تشون فونج شيه، رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومحمد جميل، رئيس شركة عبداللطيف جميل المحدودة في جدة أخيرا، على عضوية شراكة ضمن برنامج الجامعة للتعاون مع الشركات الصناعية، وبموجب هذه الاتفاقية تصبح شركة جميل أول عضو مؤسس في البرنامج