كشفت دراسة حديثة أجراها الفرع النسوي للهيئة الوطنية لحقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية عن تعرض 32 % من أفراد عينة عشوائية من الرجال والنساء بالمنطقة للتحرش الجنسي، منهم 55% تعرضوا للتحرش من قبل المحارم أو الأقارب، في حين تعرض 45 % للتحرش من آخرين، وذلك من مجموع أفراد العينة البالغ عددها 230. جاء ذلك خلال الندوة الحقوقية والتوعوية التي نظمتها صباح أمس، هيئة حقوق الإنسان بعنوان «حمايتي حقي» بمقر برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب بالدمام وسط حضور عدد من الأمهات والموظفات والطالبات. وطالبت الاختصاصية الاجتماعية في الهيئة أمل الدوخي، التي استعرضت نتائج الدراسة، ضحايا التحرش وأسرهم بالخروج من «دائرة العيب والخوف من الفضيحة» والاتجاه نحو المواجهة، خصوصا في حالات تحرش المحارم. مشددة على أهمية إبلاغ الشرطة ومعاقبة المعتدين بشكل قانوني كي لا يتكرر ذلك منهم، مع ضرورة فحص المعتدى عليهم طبيا للتأكد من سلامتهم من الالتهابات ومعالجتها إن وجدت في أسرع وقت ممكن، والتأكد من عفة الفتيات ومساعدتهن على تخطي الأزمة وتهيئتهن للزواج بشكل اعتيادي. وأشارت إلى أن القوانين التشريعية للحد من التحرش في المملكة تختلف حسب الحالة التي يحددها القضاء، وقد تكون واحدة أو أكثر من عقوبة وهي الجلد حدا أو السجن والحبس. مراقبة الأطفال وشددت الدوخي على ضرورة المراقبة الحكيمة للأطفال أثناء لعبهم بعيدا عن التسلط، وتجنب ترك أمور الأطفال بيد السائقين والخدم، ومراقبة سلوك الخدم وعلاقتهم بالأطفال. كما أشارت إلى أهمية حماية أطفال المدارس من الممارسات السلبية، وذلك بعدم تركهم في المرافق مدة طويلة أو في الغرف المهملة والفارغة كي لا يجدوا فرصة لممارسة تلك السلوكيات، إلى جانب مراقبتهم في ذهابهم وإيابهم إن كان للمدرسة أو إلى أماكن أخرى، وتحذيرهم من الذهاب إلى أماكن مهجورة كي لا يجد المنحرفون فرصتهم للاعتداء عليهم. وطالبت بتطوير ورفع مستويات العاملين في المؤسسات والمراكز المسؤولة في تقديم التوجيه والإرشاد المناسب للناشئة بشكل عام، وتعاون الهيئات المسؤولة الأهلية والرسمية على حماية الناشئة من الانحراف بكل أشكاله خاصة التحرش الجنسي. علاوة على فتح مراكز مختلفة للتوعية ورعاية الناشئة وتوجيه نشاطاتهم بالشكل الصحي وذلك لحمايتهم من ممارسة السلوكيات المنحرفة والمختلفة، وإقامة دورات صيفية وحملات توعية هدفها إنشاء جيل متمتع بالأخلاق السامية وتوزيع كتيبات على الأسر تتناول الأمور الجنسية بشكل علمي وأسلوب مقبول لغرض التوعية وحماية الأطفال من هذه المخاطر. أساليب الوقاية واستعرضت الاختصاصية أمل، أساليب الوقاية من التحرش وفي مقدمتها تقوية العلاقة بالله واتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، واختيار الصحبة الطيبة، إلى جانب إشغال وقت الفراغ بالحركة والنشاط، علاوة على إحياء معنى العفة والغيرة على الذات. مشددة على أهمية أن تكون الأم قريبة من أبنائها، وصديقة لهم، خاصة البنات، كي تستطيع مساعدتهن، ونصحهن، وحمايتهن إذا لزم الأمر. وأن يكون الأب كذلك قريبا من أبنائه الذكور، كي يفصحوا له عن كل ما يجول بخاطرهم، فمن الوارد أن يتعرضوا لأي تحرش. وطالبت بتعليم الأبناء وسائل الدفاع عن النفس «قول لا بصوت عال». ملاحظة السلوك وأكدت الدوخي أن معرفة الأثر من التحرش على الأبناء سهل جدا «لاحظ ابنك أو ابنتك بعد الخبرة السلبية (التحرش) إذا كان صغيرا أو اسأله إذا كان كبيرا عن عدة أمور منها الرغبة في الذهاب إلى المدرسة والتحصيل الدراسي وملاحظة شكل النوم وطول مدته وطبيعة الانفعال (بين الفرح وعدم السرور) قبل الحدث وبعده، ومشاركة الأصحاب واللعب الحركي اليومي». مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يعتمد كتشخيص، بل علامة تجعل الأهل أقرب إلى فهم نفوس أبنائهم. وأوضحت أن الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان تتعامل مع حالات التحرش التي ترد إليها وفق الآليات المتبعة للتعامل مع حالات التحرش، والتي تبدأ باستقبال الشكوى والتوجه للشرطة ثم هيئة التحقيق والادعاء العام ثم الطب الشرعي وآخرها المحكمة .