الرياض. محمد العمر مرشح فوق العادة لتحقيق لقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، نظير ما يملكه من لاعبين على طراز عالٍ، وتشكيلة قريبة من الكمال في جميع المراكز لم تتغير كثيرا عما كانت عليه قبل عامين عندما حققت كأس أمم أوروبا 2008.. المنتخب الإسباني الباحث عن الوقوف على منصة التتويج ورفع كأس البطولة عاليا لن يجد فرصة أكبر من التي يملكها الآن، لكي يروي ظمأ محبيه الذين انتظروا فرحة مثل تلك طيلة 80 عاما. وغير الاتحاد الإسباني لكرة القدم جهازه الفني الذي حقق لقب «اليورو» بقيادة لويس أراجونيس بالكامل، ووضع كامل ثقته في فيسنتي ديل بوسكي الذي قاد ريال مدريد في بداية الألفية لتحقيق إنجازات عدة يأتي في مقدمتها بطولة دوري أبطال أوروبا. ويرى ديل بوسكي أن الترشيحات الهائلة لمنتخب بلاده في ربح البطولة ستكون «أكبر فخ» لأنها تجعل اللاعبين أكثر تراخيا وثقة في أنفسهم: «من الجيد أننا نملك لاعبين عقليتهم الكروية رائعة، ويعرفون ما عليهم فعله، ويحسنون التصرف في أي موقف من الممكن أن يوضعوا فيه». وكشف عدد كبير من اللاعبين وعلى رأسهم القائد إيكر كاسياس عن عدم صحة وجهة نظر المدرب خصوصا عندما ذكر أن الترشيحات لن تجعل اللاعبين يثقون بأنفسهم بصورة أكبر من اللازم: «لا أجد منتخبا قادرا على مقارعتنا.. إسبانيا قريبا ستكون بطلة للعالم» وهو تصريح قلل فيه كاسياس من قوة الكثير من المنتخبات وفيه بالغ كثيرا بالثقة. وتكمن قوة المنتخب الملقب ب«الماتادور» في قوة جميع خطوطه بدءا من حراسة المرمى وانتهاء بالهجوم، نظرا إلى وجود عناصر لديها الصفات القيادية مثل إيكر كاسياس وكارلس بيول وتشافي هيرناندز بالإضافة إلى ديفيد فيا، وهو ما يسهل من مهمة اللاعبين الذين يشاركون إلى جوارهم. وبإمكان المنتخب الإسباني أن يكون الأول من بين بقية نظرائه في أوروبا الذي يحقق كأس أمم أوروبا ويتبعه بكأس العالم، وسبق للمنتخب الفرنسي القيام بعمل مشابه بعدما حقق كأس العالم 1998 ومن ثم البطولة الأوروبية بعدها بعامين. وأثبت المنتخب الإسباني طيلة 17 شهرا مضت بأنه الأقوى في العالم، وهو أمر لم يعتد عليه بسبب نتائجه المتواضعة مسبقا، حيث تصدر تصنيف الاتحاد الدولي «فيفا» طيلة تلك الفترة، بأسباب ثبات مستواه، بعد أن اعتلى قمة المنتخبات بعد «يورو 2008» وواصل عمله الناجح بتأهله لنهائيات كأس العالم بعد أن فاز في مبارياته العشر كاملة، ولا يوجد أي منتخب مشارك في المونديال الإفريقي تأهل بالطريقة الإسبانية. واقتحمت ثلاثة أسماء تشكيلة المنتخب الإسباني المشاركة في كأس العالم، هي بيدرو رودريجز وفيكتور فالديس ثنائي برشلونة وخافي مارتينز لاعب أتلتيك بيلباو، وسيسبب ذلك الثلاثي قلقا لبعض اللاعبين خشية افتقادهم لمراكزهم الأساسية، لكون المقارنات بين فالديز الحارس الاحتياطي وكاسياس الأسي بدأت منذ فترة طويلة وانقسم الشارع الرياضي الإسباني بين مؤيد لبقاء كاسياس أساسيا أو ركنه على دكة البدلاء ووضع الثقة في فالديز الذي حقق جائزة أفضل حارس في الدوري المحلي الموسم الماضي. وتزامنت الحقبة الأفضل في تاريخ الكرة الإسبانية مع التألق اللافت لفريق برشلونة، وهو ما جعل الكثير من النقاد يرجعون السبب الأبرز في تألق المنتخب الوطني إلى برشلونة، خصوصا أن خمسة من التشكيلة الأساسية على أقل تقدير «قلبي الدفاع بيكيه وبيول، وصانعي اللعب انييستا وتشافي، والمهاجم فيا» على الرغم من أن إقليم «كتالونيا» الذي يقع فيه النادي لا يعد نفسه جزءا من إسبانيا ولا يفخر بذلك الأمر ودائما ما يقيم مظاهرات ضد الحكومة مطالبين بعزل الإقليم عن الدولة واعتباره مستقلا بذاته. وفي مفارقة غريبة لم يخدم نادي العاصمة ريال مدريد منتخب بلاده مثلما فعل أبناء الإقليم المعادي للبلاد، وفي التشكيلة الحالية لا يتوقع أن يظهر من تشكيلة الريال بصورة أساسية مع المنتخب سوى كاسياس واربيلوا وسيرجيو راموس .