حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب، من الخلط والتخوض في دين الله وشريعته بلا ورع ولا خوف رادع من الله، وبث ذلك عبر وسائل إعلام وشبكات اتصال تروج الشاذ من الأقوال وتفتي بالرخص، حتى أحدثت عند الناس الاضطراب وأودت بهم في مسالك الانحراف. وأكد في خطبة الجمعة التي ألقاها، أمس، أن حدود الله لا تستباح بزلة عالم ولا فتوى متعالم: «ومن تتبع الرخص فسق بإجماع العلماء، ومن أخذ برخصة كل عالم اجتمع فيه الشر كله، والبر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوا». وأوضح آل طالب أن على العرب والمسلمين معرفة أن الحصار المفروض على غزة ليس حصارا على أهلها فحسب وإنما هو حصار على كرامة الأمة وإرادتها، هو تحد لكل حر في العالم، واختبار لدعاة الحقوق وحماتها، وفضح لكل الهيئات والمؤسسات الدولية المعنية بالإنسان وكرامته، وصفعة لكل دولة حامية لذلك الكيان أو راعية لتلك الشراذم. وأكد أن فك الحصار عن أهل غزة فرض كفائي على الأمة وأمانة في عنق كل حر شريف في العالم: «يجب ألا تدخر الأمة وسعا في ذلك وأن تستنفر كل قواها السياسية والاقتصادية لرفع الظلم وفك الحصار وإنهاء الاحتلال». وشدد على أن الرضا بهذه الحال مؤذن بعقوبة معجلة من الله وإنه لمؤشر على ضعف الإيمان. وذكر آل طالب أن من يفسد على الناس دينهم أولى بالعقوبة والمنع ممن يفسد دنياهم: «ولو كان كل قول معتبرا ما استقام للناس دين ولا عقيدة، فإن لإبليس قولا ولفرعون مقالة ولكل إنسان رأي وفهم إذا لم يضبط بالشرع فلا حد لضلاله». وأوضح أن العالم يجتهد فيخطئ ويصيب ويوفق وقد لا يحالفه التوفيق: «ولكن صواب العلماء أكثر من خطئهم، وتوفيقهم أضعاف زللهم وهم في ذلك بين الأجر والأجرين». وأكد آل طالب أن فتاوى العلماء لا تموت بموتهم. وفي المدينةالمنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي، أنه لا ينال ما عند الله من الخير إلا بطاعته ولا شر نازل إلا بمعصيته. وشدد على أن الذنوب والمعاصي شؤم وعار وشر ودمار وخزي ونار، وإنها تبدل صاحبها بالنعم حرمانا، وبالأمن خوفا، وبرغد العيش جوعا وباللباس عريا، وبالغنى فقرا، وبالعفاف فجورا، وبالجنة في الآخرة نارا .