أن يصلك خبر مبهج، خير من ألا يصلك شيء، ولكننا قد نطمع في بهجة أكبر! خبر إعلان «الرياض» أول مدينة صديقة لذوي الاحتياجات الخاصة، هو كهذه الأخبار المبهجة التي نريدها أكبر! فهل ستكون الرياض صديقة الجميع؟ «الرياض» فيما يبدو، اختارت أن تغدو صديقة المعوقين حركيا فقط، حيث تعتزم أمانة مدينة الرياض تهيئة المراكز التجارية والفنادق والحدائق والأماكن العامة بمسارات تمكن المعوق حركيا من العبور بكرسيه المتحرك لعالم كان يصعب الوصول إليه والتجول فيه بسلاسة! وهذه خطوة رائعة بلا شك انتظرها الجميع منذ زمن بعيد. ولكن ماذا عن ذوي الاحتياجات الخاصة الأخرى؟ هل يبحثون عن صديقة أخرى غير الرياض؟ ألا يمكن لمدينة كالرياض أن تستوعب الكفيف؟ وتضع ملصقات ونشرات بلغة برايل في الأماكن العامة، وكل المرافق الحكومية والخاصة، كالمستشفيات والبنوك وغيرها؟ ألا يمكن أن توفر الرياض أجهزة إلكترونية ناطقة ليعرف الكفيف أين هو، وما الذي يحتاج إليه من هذا المكان، وما الذي عليه فعله من دون الحاجة لأن يشعر بالضعف لحاجته إلى الآخرين؟ ومن سيكون صديقا للأبكم؟ الذي قد يضطر إلى الذهاب إلى مكان ما من دون رفقة أحد من أهله! ما المانع أن تكون لغة الإشارة مقررا مدرسيا، بحيث يتعلمها الجميع ويتمكنون من التحاور فيما بينهم بكل اللغات الممكنة! وغيرهم الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة! قد تتداخل الأدوار هنا، والأمانة وحدها لن تستطيع تشكيل هذه الصداقة بين الرياض وذوي الاحتياجات الخاصة، فيد واحدة لا تصفق، كما يقولون! ماذا لو تكاتفت الجهود وعملت الوزارات معا لتحقيق هذا المطلب الإنساني الجميل؟ حتى يشعر ذوو الاحتياجات الخاصة بأنهم فعلا أبناء هذا الوطن الذي يسعده أن يقدم خدماته لهم!