أبها. محمد موسى وجد معلم في ابتدائية بمحافظة رجال ألمع نفسه مرغما على قبول هدية ولي أمر أحد طلابه، بعد أن حضر بنفسه لتسليمها له أثناء إيصاله لابنه، المعلم أبدى امتنانه لولي أمر الطالب وأبلغه بأنه لن يكون بمقدوره قبول الهدية، لكن مع الإصرار قبل بالأمر. الهدية كانت عصا، والمهمة تأديب الطلاب، والغرض إعادة هيبة المعلم المفقودة خلال الأعوام الماضية بسبب إصرار وزارة التربية والتعليم على منع الضرب في جميع مراحل التعليم العام. ولي أمر الطالب سعيد بن عبدالرحمن كشف بأنه حزين لما آل إليه حال التعليم أخيرا: «لم يعد الطلاب يقيمون وزنا لبعض المعلمين، بدؤوا يضايقونهم ويتطاولون عليهم وأحيانا يضربونهم، ومنذ زمن بعيد لم يكن ذلك ليحصل، فكان للمعلم هيبة وقيمة ووزن، أما الآن فالمعايير اختلفت، لذلك حرصت على إهداء أحد المعلمين العصا، وسأعود إلى مدرسة أسامة بن زيد التي يدرس بها ابني في رجال ألمع بمجموعة عصي لتوزيعها على جميع المعلمين، ولا مانع لدي من الوصول إلى مدارس المحافظة وتوزيع العصي إن كانت ستسهم في إعادة هيبة المعلم». وأشار المواطن الغيور على سمعة التعليم والمعلمين بأن: «العصا إما أن تجعل الطالب راغبا أو راهبا، وعلى وزارة التربية تمكين المعلمين من الضرب ومعاقبة كل من تسول له نفسه المساس بهيبة المعلم». وكانت وزارة التربية قد أصدرت مجموعة تعاميم تمنع معاقبة الطلاب في المدارس بالضرب ونصت المادة 57 على أنه: «لا تجوز معاقبة الطالب بالضرب ولا بأي نوع من العقوبات البدنية أو النفسية، وعلى المدرسة معالجة ما يحصل من الطلاب من مخالفات بالأساليب التربوية المناسبة لعمر الطالب وخصائصه الفردية، وتجنب ما يمس الكرامة وعزة النفس». وعملت قبل عامين استبانة غير رسمية أوضحت أن 57 % يؤيدون منع الضرب، بينما 43 % صوتوا ضد القرار.