يحرص الكثير من المصورين على بناء سيرهم الذاتية، وأن تكون حافلة بالمشاركات، كالمعارض والمسابقات، وهذا أمر محمود بلا جدال، ولكن عند قراءة السيرة الذاتية لبعض المصورين تجد أنها في غالبها مشاركات في معارض خارج المملكة، وأغلب أنشطتهم تنصب خارج الوطن، وربما كان لهم عذر في الماضي لقلة الاهتمام بالتصوير الضوئي، ولكن العجلة بدأت تدور، ولا عذر لهم، والمحزن أن سيرهم العالمية غير معروفة حتى لدى المصورين السعوديين، ومن المفترض أن يبادروا في التعريف بأنفسهم داخليا، فالوطن بحاجة إلى كل المصورين والمصورات لدعم المشهد الفوتوغرافي السعودي وبنائه، ولا يجب أن يكون شغل المصورين الشاغل ترصيع سيرهم الذاتية بالمشاركات الخارجية فقط، فبعضهم يقيم معارض داخل السفارات والقنصليات من أجل إضافة المشاركة إلى سيرهم الذاتية فقط، حتى إن وسائل الإعلام وزملاءهم المصورين لا يعرفون شيئا عن هذه الأنشطة، فالهدف منها فقط المشاركة للمشاركة، وهذا الأمر لا يحسب في صالح المصور ولا المشهد ككل، ولم تعد إقامة معرض شخصي أو جماعي للمصورين داخليا، أمرا بالغ الصعوبة، ويجد أصداء رائعة لدى وسائل الإعلام والمصورين، فالانتشار من داخل المملكة إلى خارجها هو الأمر الطبيعي، أما القدوم إلى المشهد الفوتوغرافي السعودي بسيرة ذاتية «أجنبية» في مجملها من دون التركيز على الأنشطة داخل المملكة، ودعمها والمشاركة بها، لا يعد إنجازا يستحق أن يضاف إلى أي سيرة ذاتية، كما أن بعض المصورين المخضرمين لا توجد لهم أي صورة منشورة، ويحرصون على رفض كل الدعوات إلى المشاركة في المعارض الجماعية، إذ يبدو أن مستوياتهم أصبحت متأخرة، قياسا إلى إنتاج الجيل الجديد من المصورين والمصورات، فهم لا يريدون أن يبخسوا هذه الهالة التي أحاطهم بها الإعلام، ويكتفون بسير ذاتية علاها الغبار، والسيرة الذاتية التي نحن بحاجة إليها هي السيرة المرصعة بإنجازات تخدم الوطن والمشهد الفوتوغرافي، وهي السيرة التي يطرزها العطاء من أجل الآخرين.