خروج مذل من كأس أمم أوروبا 2008، تبعه إقصاء مبكر من بطولة كأس القارات الأخيرة، وصعود إلى نهائيات كأس العالم بصعوبة، عوامل ومعطيات جعلت المنتخب الإيطالي بطل النسخة الأخيرة من «المونديال» بعيدا عن قائمة المرشحين لنيل اللقب بعد فقدانه غالبية المميزات التي كفلت له أن يكون بطلا للعالم قبل أربعة أعوام. ويرى الشارع الرياضي الإيطالي أن عدم قدرة منتخبه على تطبيق النظم الدفاعية التي عرفت عنه مسبقا، عار حل على كرة القدم في البلاد، وهو ما جعلهم يطلقون صافرات الاستهجان بلا تردد على بعثة المنتخب في الفترة الأخيرة أينما ارتحلت، معتبرين الكرة الإيطالية فقدت هويتها مع الجيل الحالي الذي يعد أصغر من أن يعول عليه في تقديم نتائج متميزة في المونديال الإفريقي. وبعد أن كان الإيطاليون هم ملوك الدفاع حقبة طويلة، لم يعد ذلك اللقب مناسبا لإطلاقه على ذلك المنتخب بسبب دفاعه الذي بات من السهل اختراقه خصوصا أن جورجيو كيلليني أصبح اللاعب الأبرز في الفترة الجارية في مركز الدفاع، على الرغم من مستواه الذي لا يقارن بما كان يقدمه فرانكو باريزي أو حتى اليساندرو نيستا الذي اعتزل اللعب دوليا. وبخلاف المدافعين، لا يوجد في قائمة إيطاليا مهاجم يستطيع البروز في تظاهرة كروية بحجم كأس العالم، لأن لاعبين مثل ياكوينتا ودي ناتالي، لن يجدا مقعدا لهما في تشكيلة كانت تضم من قبلهما أسماء مهاجمين على طراز عالٍ مثل روبيرتو باجيو واليساندرو ديل بييرو، لو كانت الكرة الإيطالية تعيش أفضل فتراتها. وتراجع مستوى عدد من اللاعبين الذين قادوا إيطاليا لنيل اللقب الأخير بعد الفوز على فرنسا بركلات الترجيح، في مباراة شهدت النطحة المدوية من زيدان إلى ماتيرازي، حيث وضع المدرب مارتشيلو ليبي ثقته مرة أخرى في أسماء جينرو جاتوسو الغائب عن غالبية مباريات الموسم مع ميلان بسبب إصابته بالرباط الصليبي، وزميله أندريا بيرلو صاحب المستويات «الكارثية» العام الماضي ما جعل جماهير ميلان تطالب بطرده، والأمر ذاته ينطبق على القائد فابيو كانافارو بيد أن حظه كان أسوأ من الأخير بعد أن استغنى عن خدماته ناديه يوفنتوس وطالبه بالبحث عن وجهة أخرى نظرا إلى اختفاء بريقه واعتباره «محطة عبور» لغالبية المهاجمين بالدوري الإيطالي، ويعد الحارس جيانليجي بوفون هو اللاعب الوحيد الموجود في تشكيلة 2006 ولا يزال يحافظ على مستواه الذي أهله ليكون أفضل حارس مرمى عدة مرات آخرها في 2006. ويرافق الحظ غالبا المنتخب الملقب ب «الازوري» في القرعة، حيث وضع في أسهل المجموعات الثماني إلى جانب نيوزيلندا وباراجواي وسلوفاكيا، وسيكون طريقه نحو دور ال 16 مفروشا بالورود، إلا أن المصاعب قد تأتيه بعدها، عدا في حالة تكرار ما حدث له في المونديال الأخير بملاقاته المنتخب الأسترالي، ومن ثم الأوكراني قبل أن يلعب أولى مبارياته الصعبة ضد ألمانيا في نصف النهائي. وفي دليل على ضعف المجموعة الموجودة حاليا لدى المنتخب الإيطالي، تهرب نجوم عدة من الالتحاق بالبعثة خشية تدوين أسمائهم ضمن اللاعبين الذين شاركوا في نسخة 2010، ومن ضمن تلك الأسماء يأتي فرانشيسكو توتي، واليساندرو نيستا الذي كان رافضا العودة وتعرض لإصابة بعد ذلك، حيث فضلا المحافظة على نجوميتهما وعدم المجازفة بتاريخهما الكروي الذي أوشك على النهاية. وسيعض المدرب مارتشيلو ليبي أصابع الندم متى ما خرجت إيطاليا مبكرا من البطولة، نظرا إلى استجابته لنداء اتحاد اللعبة في بلاده التي طلبت الاستعانة بخدماته بعد المستوى الهزيل في كأس أمم أوروبا 2008 على يد المدرب البيرتو دونادوني، لكون الجماهير ستنسى إنجازه في 2006 خلال الفترة القريبة على أقل تقدير وستنعته ب«الفاشل» مثلما فعلت معه في بطولة كأس القارات بعد الخسارة من البرازيل بثلاثة أهداف نظيفة، لكون المشجعين غالبا ما تحركهم العواطف وسريعا ما ينسون إنجازات المدرب متى ما وقع في الخطأ. ومن المتوقع أن تصيب نظرة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بعدما ذكر أن إيطاليا بحاجة إلى 24 عاما مقبلة لتكرار إنجاز 2006 .