حظر عدد من السيدات بعض المنتديات الإلكترونية على بنات جلدها، بعيدا عن تلصص الرجال، رافعين شعار «للنساء فقط». ورغم أن المشرفات على المنتديات، اعتبرن الخطوة حفاظا على خصوصيتهن، إلا أنهن اعتبرن غربلة المشاركات تضمن لهن عدم دخول الرجال بنسبة تتجاوز ال90 %. وأوضحن أن التقاليد الاجتماعية في المجتمع تفرض الخصوصية، الأمر الذي يمكن ترجمته على الشبكة العنكبوتية، خاصة بعد تفاقم التدخلات المخجلة من قبل بعض الشباب الذين لا يتورعون في العمل على اصطياد الفتيات، بعيدا عن قالب الجدية في طرح المواضيع، والبحث عن معالجات واقعية لكثير من الأمور الأسرية والنسائية. شيئا فشيئا تمددت المنتديات النسائية، إلى الدرجة التي دفعت بعض الشباب لتقليد الفكرة، بشعار «للرجال فقط». هن يعتبرن المنتديات «الحريمي»، متنفسا لهن، وكأنها أشبه بصالونات النساء التي يجب ألا يخترقها رجل. وهن يعتبرن التلصص من قبل بعض الشباب خطأ لا يفترض أن يتم، ولا يأتي إلا من خارجين على الأعراف والتقاليد المعروفة. وهن يلجأن لسياسة الإقصاء إذا ما اكتشفوا عضوة بشوارب، في ظل تنكر البعض بزي نسائي، أو بقلم نسائي لاختراق خصوصيتهن، أو استغلال مواقعهن لأغراض مشبوهة، لكن ذلك لا يثنيهن عن إكمال دورهن ومسيرتهن في مواصلة الأحاديث والثرثرات الخاصة، التي تتصف أحيانا ب«خاصة جدا». خدش الحياء سمية الخريجة التي أبرزت اسمها الحقيقي على صدر المنتدى النسائي، التي لا يتجاوز عمرها ال24 عاما، لا ترى في الخصوصية الإلكترونية عيبا، ولا استحالة التحقيق، خاصة في ظل عملها الإشرافي على أحد الأقسام في المنتدى: «الفكرة بدأت إبان ما نتعرض له من خدش للحياء لدى مشاركتنا في المنتديات المفتوحة، والمعروف أن وجود فتاة سواء رمزت لاسمها أو أعلنته صراحة يشوبه الكثير من الحساسية، ما جعلنا صراحة نهرب إلى فضاء الخصوصية حتى إلكترونيا، بعدما انتشر التخوف من طرح المشاركات التي تهم النساء، عندها بادرت بعض الخبيرات في علم الكومبيوتر في تأسيس منتديات خاصة للنساء فقط، التي تفيدنا في تبادل الخبرات، إضافة إلى مناقشة المواضيع الحساسة جدا، التي لا يمكن طرحها حتى على الصديقات أو المقربات، لما قد يسبب الأمر لهن من إحراج، لكنهن لا يترددن في طرحها في هذه المنتديات كونها تحوي خبرات آلاف النساء من مختلف العالم، كما توفر للمرأة الخصوصية في طرح مواضيعها دون تدخلات أو تعليقات ذكورية قد تكون مزعجة أو محرجة». مجرد محاولة وترى أن الأمر لا يعتبر فصلا بقدر اهتمامه بالشأن النسائي: «يتم التأكيد على أن جميع المشاركات والرسائل الخاصة يتم مراقبتها من خلال المشرفة العامة على الموقع لكشف أي مخالفات تتم في الموقع، وغالبا تتناول هذه المواقع الشؤون النسائية المتنوعة كالتجميل، والأزياء، والطبخ، والصحة، والأمومة والطفولة، والأسرة وكل ما يهم المرأة». إزعاج المتطفلين لكن حنان الطالبة المشاركة في المنتدى باسم مستعار، التي لا تريد إظهار اسمها على أي منتدى إلكتروني، وتبلغ 20 عاما، تعتبر تلصص الرجال قد يجهض الكثير من الأفكار النسائية، لكنه حل لجميع التدخلات في خصوصياتهن: «توفر المنتديات النسائية بعضا من الخصوصية المطلوبة، وإن كان يزعجنا وجود أي متطفل، لكننا لا ندع له فرصة الاختراق عبر التنقيح ثم الطرد بالإجماع، والفتاة بشكل خاص إذا ما شعرت بالأمان تستطيع أن تعمل وتنجز، وتتحدث عن الكثير من المواضيع الخاصة، وصولا للفائدة العامة، لكن عامل المراقبة يحجم دورها سواء نحو زميلاتها أو نحو المجتمع أو دينها». وتعترف حنان بأنه من الصعب التأكيد على وجود مجتمع نسائي إلكتروني 100 %: «لكنها على الأقل خصخصة مساحة للنساء لتبادل الخبرات والتجارب، وقد استفادت الكثيرات من هذه المنتديات في حياتهن العائلية والخاصة». .