على ذمة «الحياة»، فقد قدمت خمس مذيعات في قناة الجزيرة استقالة جماعية احتجاجا على «المضايقات والانتقادات وتشديد إدارة الشبكة على موضوع الاحتشام». منذ ظهورها، تفخر «الجزيرة» بشعارها: «الرأي والرأي الآخر». وأغلب الظن أنها لن تغيره إلى «اللباس واللباس الآخر». هناك لباس محترم واحد فقط لا غير. أتصور أن القناة ردت على المذيعات المحتجات بالتالي: «أنتن مذيعات عندنا وندفع لكنّ شيء وشويات ويجب أن ترتدين ما نريد نحن. اهجدوا وإلا ترا بنلبسكم مراييل». وعندها لن يلومها أحد. إذا كان للمذيعات «رأي آخر»، فعليهن اللجوء للقضاء. ويمكنهن أيضا أن ينقلن خدماتهن إلى قناة «ميلودي» ويرتدين هناك ما يشأن أو لا يرتدين شيئا على الإطلاق. والحقيقة أن بعض المذيعات تعرف جيدا أن مؤهلاتها لا تكفي وحدها لإقناع المشاهدين ولا الضيوف فتلجأ إلى الاستعانة بمؤهلاتها الأخرى. أتذكر مذيعة، يبدو أنهم أيقظوها من النوم لتجري حوارا مع مفتي إحدى الدول العربية. حين وصلت إلى دار الإفتاء بدت وكأنها ارتدت بالخطأ «تنورة» أختها الرضيعة، إذ لم تكد تغطي نصف فخذها. اختلط الحابل بالنابل، لكن ولأن المفتي استيقظ مبكرا وتحمم استعدادا لإجراء الحوار كان لا بد من إدخالها عليه. وضعوا منشفة زرقاء على رأسها وشرعت في الأسئلة. المذيعة المسكينة تشد تنورتها للأسفل لتغطي ما تيسر من فخذها العاري فينكشف أسفل بطنها. ترفع تنورتها لتغطي بطنها فيعود معظم فخذها للظهور. ويبدو أن أجهزة التكييف لم تكن في أفضل حالاتها، لأن سماحة المفتي كان يتصبب عرقا وأفتى بتحليل الربا وتحريم تغطية المرأة وجهها وفتاوى أخرى غريبة لم أعد أذكرها. وللأمانة فإن المذيعات «الغلابة»، لسن إلا ناسكات بالمقارنة مع السيدات الفاضلات أنصاف المطربات وأرباع الممثلات. لكن من نلوم في هذه الحالة؟ شاهدوا «فاترينات المحال». ثمة ثورة عري أينما تقع عيناك. العري الآن أصبح موضة دارجة. تريدين موضة أخرى خالية من العري؟ راجعينا بعد عشر أو عشرين سنة، ربما تعود حينها موضة الأزياء المتسترة. ما هو السبب برأيكم؟ يقول صديقي مصطفى إنها مؤامرة. ما رأيكم انتم؟