اختتم قبل أيام معرض ابتكار في جدة، وكنت أتمنى أن يشاهده الجميع، وأن يتجول بكل مكان في الوطن، يزور المدارس، يمر على الصحف ليطلع الإعلاميون بأنفسهم على شيء سيجعلهم يغيرون نظرتهم في شبابنا. قرأت تغطية الصحف عن المعرض لكن عندما ذهبت بنفسي وتجولت بين أركانه اختلفت الصورة كليا، أحسست بأن تغطيات الصحف لم تكن كافية أبدا، قد تكون كافية بكل شيء إلا في مسألة نقل معرض مختص بالمبتكرين، معرض مختص بالعباقرة من الناس. كيف تنقل صورة معرض متكامل من نتاج العقول المذهلة؟ إنه شيء يدعو للفخر. شباب اخترعوا. كلما وقفت على اختراع وجدت أن مجتمعنا يحتاج إليه بشدة، استغربت من نبرتهم المحبطة تشكو عدم وجود أحد يدعم اختراعاتهم التي أرى أنها مضمونة الربح، لكنها لا تجد تاجرا يشعر بمسؤوليته تجاه هؤلاء الشباب ليقوم بدعمهم. منهم من اخترع ستارة تعمل بالطاقة الشمسية لذوي الاحتياجات الخاصة، وآخر قدم ابتكارا مذهلا في منع الحوادث عند المنحنيات المرورية الخطرة بل وقام بتطبيقه بحضور رجال الأمن المختصين، فماذا حدث؟ هل تلقفته الشركات السعودية وتنافست على ابتكاره حتى كاد الخلاف بينهم على الحصول على اختراعه يصل إلى المحاكم؟! طبعا هذا في الأحلام، بل إن المخترع أو مبتكر هذا الاختراع يكابد الإحباط كي لا يكسر أجنحته وحبه للعلم والابتكار. فقدنا بانتهاء أيام المعرض أفضل بيئة ممكن أن تصطحب أبناءك إليها. يمضي الوقت فيه بسرعة البرق، إذ إن لكل اختراع حكاية طويلة لا تخلو من معوقات، وكمية من الإحباط مما يعانيه هؤلاء العباقرة من إهمال وعدم اكتراث بما يقدمونه، وكل مشكلاتهم تتمحور حول عدم وجود الدعم المادي. وما دمنا عرفنا أن تجارنا عازفون عن دعم أي اخترع وطني فلننظر ما يمكن أن تقدمه الدولة لهم، ما المانع أن يتم تشكيل لجنة تسويقية لاختراعاتهم من قبل الغرف التجارية أو أي جهة أخرى يهمها ألا نخسر مثل هؤلاء، لماذا نصر أن نظل عالما ثالثا؟!