قلة الأماكن الترفيهية بمدينة الرياض يجبر أغلب الشباب على قضاء ال«ويك إند» خارج نطاقها العمراني، هربا من زحمة العوائل وسيطرتها على تلك المواقع، إضافة لزحمة الشوارع، مما جعل كثيرين منهم يصفونها بأنها مدينة عمل فقط. فيصل الفايز تائه في معرفة المكان الذي يقضي فيه وقت فراغه: «كشاب عازب، لا أعرف أين أذهب، في مدينة الرياض لن تجد سوى (الكافيهات)، وجميعها رتيبة المستوى، فقد مللت من جلسة المنزل، وعندما أريد الذهاب لمركز تجاري فلن يسمح لي بالدخول، لأن جميع الأيام فقط للعوائل، وعائلتي تسكن خارج الرياض، وغير ذلك من الأمثلة كثيرة جدا، ولو أردت الذهاب إلى منطقة الثمامة تجد شاليهات أيضا للعوائل، فنضطر لسحب البساط والجلوس في أقرب مخطط بعيدا عن ضوضاء المدينة، لنتفاجأ بشخص يقول «لو سمحت ابتعد من هذا المكان» فأرد عليه متسائلا عن السبب، فيقول إن مكاني يكشف عائلته فأضطر للعودة إلى شقتي، وأجلس بين أربعة جدران، أو أضطر للذهاب للمنطقة الشرقية، فهناك يكون (للويك إند) طعم آخر». أما أيمن الغامدي فإنه دائما يحب التجول بالسيارة، ولكنه خلال هذا الأيام يصطدم بكثافة المركبات في جميع الأوقات: «الرياض مدينة مليئة بالسكان، وبالنسبة إليَّ أحب التجول بالمركبة ومشاهدة المدينة فهي متعة، ذلك في السابق، ولكن الآن وبحكم سكني في شرق العاصمة، فبمجرد ذهابي للمناطق الحيوية (كشارع العليا العام والتحلية) فإنها مشقة بمعنى الكلمة، فتجد الزحام الشديد في أوقات كثيرة، حيث لا تهدأ حركة السير في الرياض إلا في الساعات المتأخرة، وبالنسبة إلى الأماكن الترفيهية للشباب فهي قليلة جدا، وحتى في السابق كان هناك بيوت للشباب تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وكان الاشتراك فيها بسعر رمزي، أما الآن ففتح عدد من الأندية الرياضية، وهي جيدة، ولكن أسعارها غالية، فتدفع في ثلاثة أشهر مبلغ 2600 ريال». نافع المطيري يرى نفسه صاحب موهبة في قيادة السيارات، ولكن يريد ممارستها بضوابط وشروط معينة: «لدي قدرة على قيادة السيارات وعمل بعض المهارات بها، ولكن لا أريد أن أخالف الأنظمة، بل أريد أنا وغيري من الشباب أن يكون هناك ناد مخصص لهواة السيارات في مدينة الرياض، تحت إشراف أمني، ولو حصل ذلك لكان أمرا مميزا لنا سكان العاصمة»، ويضيف: «الترفيه ليس كل شيء في حياة الشاب، بل الجدية هي المطلب، لكن أن تكون حياتك بشكل جدي فقط فهو أمر محبط، ولذلك لا بد أن نجد فسحة من الوقت لنتنفس فيه، وأن نقضي بعض الأوقات بمرح».