لا يزال الفرنسيون يتذكرون القبلة التي أطلقها قلب الدفاع السابق لوران بلان على صلعة الحارس فابيان بارتيز ما إن أطلق حكم المباراة صافرته معلنا تتويج المنتخب الفرنسي بأول لقب كأس عالم في تاريخه عام 1998 بعد الفوز على البرازيل في النهائي بثلاثة أهداف نظيفة. بلان الذي بدأ مسيرته الكروية مع مونبلييه عام 1983 لعب أولا في مركز الوسط المهاجم، قبل أن يتحول إلى قلب دفاع حديدي في 1987. تميز بطوله الفارع «192 مترا»، وانضباطية عالية في مركزه، وكانت تحركاته مع المهاجمين تأتي بصورة سليمة. ظلمه الإعلام كثيرا ولم يعطه حقه، فكان لديه القدرة على إيقاف أبرز المهاجمين بما في ذلك البرازيلي رونالدو في أوج عطائه، فأصبح النجم الملقب ب «الظاهرة» كما لو كان لاعبا مبتدئا في نهائي 1998، بعدما كبله بلان وشل حركته بصورة كاملة، لتأتي بعدها الأعذار بأن رونالدو كان مصابا قبل المباراة. وبات المنتخب الفرنسي حاليا في أمس الحاجة إلى لاعب بثقة بلان الذي سيتسلم تدريبه فور نهاية البطولة، فلم يعد رفيقا دربه مارسيل ديساييه وليليان تورام موجودين لسد الثغرة، ولا يبدو وليام جالاس على قدر الطموح لكي ينسي الفرنسيين أسطورة بلان، الذي تفاءل قبل بداية «مونديال 1998» بالصلعة التي قبلها، ومن سوء الحظ أن صاحبها بارتيز اعتزل أيضا، فلم يتبق من رائحة بلان شيء يمكن الفرنسيين من التفاؤل به.