يعاني المصورون والمصورات من قلّة الدورات التدريبية المتخصصة، التي ما إن يعلن عن إحداها حتى تجد إقبالا كبيرا، قد يحرم الكثيرين من الالتحاق بها لمحدودية المقاعد المتاحة، ويأتي هذا النقص نتيجة عدم وجود معاهد متخصصة في التصوير الفوتوجرافي، الذي على الرغم من أهميته كفن أو حتى كحرفة إلا أن الاهتمام به لم يرتق للطموح المنشود، فالمعاهد المهنية تقدم دبلوما، مدته عامان، يعد ركيكا في مواده، ولا يواكب المتغيرات المتلاحقة في عالم الفوتوجراف، ولو تمت تجزئة هذين العامين إلى عدة مستويات، ليخضع المتدرب لاختبار تحديد مستوى، يتم على أساسه إلحاقه بالمستوى المناسب، لكان هذا أكثر نفعا، وأقل كلفة، ولا يضطر المصور إلى دراسة مبادئ قد يكون تعلمها منذ زمن بلا فائدة تذكر. وعلى أصعدة أخرى تقدم جمعيات الثقافة والفنون ممثلة في لجان التصوير الضوئي المنتشرة بجميع فروعها دورات قصيرة بين الحين والآخر برسوم رمزية، ويقدمها مصورون محترفون ينقلون تجاربهم للمبتدئين أو حتى المحترفين، إلا أن عدد هذه الدورات لا يفي بالغرض، ناهيك على أن أكثر من 90 % من هذه الدورات موجهة للمصورين دون المصورات، ولو أن المصورات المحترفات كن أكثر تعاونا لتمت تغطية هذا الشح في دورات المصورات، وعلى الرغم من أن جمعية الثقافة والفنون تقدم جهودا ملموسة، إلا أن المدربين الذين يفضلون تقديم دورات خاصة ينقمون على زهد رسوم الجمعية، ما ينعكس سلبا على الإقبال على دوراتهم باهظة التكاليف، فهذه الدورات قد تكلف إحداها أكثر من ثلاثة آلاف ريال، وهي للأسف بلا مادة علمية تقدم للمتدربين، وعند سؤال أحدهم عن هذا السر أشار إلى أن «العلم بالراس مش بالقرطاس» ولا يخفى على المصورين سبب عدم تقديمهم مادة علمية يمتلكها الطالب، فهم يظنون أن تقديم مثل هذه المواد قد يضر بالإقبال على دوراتهم، فهم يخشون أن يتم تصوير هذه المواد وتبادلها بين المصورين، خصوصا أن مجتمع المصورين يؤمن بتبادل المعرفة، ولا أدري في أي عصر يعيش هؤلاء، فهم لن يعيدوا اختراع العجلة، ونحن في زمن لا يستطيع أحد أن يحتكر المعلومة لنفسه.