تكتسب المعارض العقارية شعبية مع مرور الأيام، ربما لشغف السعوديين بهذا القطاع الذي يحقق الثراء السريع لبعضهم، ويحقق حلم بعضهم الآخر بامتلاك منزل العمر، إذ تتزامن هذه الأيام عدة معارض عقارية أهمها المعرض الدولي للتعمير في الرياض، ومعرض مكة للعقار والبناء، إذ يؤكد مجموعة من الشباب أنهم يحضرون مثل هذه المعارض رغبة في البحث عما يحقق أحلامهم من عروض عقارية تمكنهم من شراء بيت العمر استعدادا للزواج، أو حتى الحصول على أراض بالتقسيط بأسعار معقولة. ففي مكة شهد معرض العقار والبناء والاستثمار 2010، إقبالا من الزائرين عليه بلغ نحو خمسة آلاف زائر خلال اليومين الأولين من افتتاحه، حيث كشفت الإحصائيات الرسمية لفريق التسجيل والمتابعة أن عدد الزوار في اليوم الثاني كان يميل لصالح العائلات التي تسابقت لزيارة المعرض من أجل البحث عن فرص شراء لوحدات سكنية في ظل نزع آلاف الملكيات لصالح المشاريع التطويرية في العاصمة المقدسة. وكشف المعرض من خلال مؤشر الأسعار الذي يفعل للمرة الأولى عن أن حجم الصفقات التي تم تداولها خلال الفترة ذاتها منذ افتتاح المعرض تجاوزت 45 مليون ريال، كانت غالبيتها تصب في مصلحة الشركات العقارية المهتمة بتأمين الوحدات السكنية، إلا أن هناك أرقاما أخرى لم يعرضها المؤشر لعدم اكتمال إجراءات التفاوض فيها، وقد يتم عرضها قبل نهاية المعرض الذي ستستمر فعالياته حتى مساء اليوم. وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة الأفكار السعودية للتنمية يوسف الأحمدي، أن الأسعار في منطقة شمال مكةالمكرمة باتجاه بوابتها مع جدة على خط جدة السريع تشهد في الوقت الجاري استقرارا في الأسعار بعد أن قفز سعر المتر الذي كان يتراوح خلال الشهرين الماضيين بين 600-800 ريال، وصل في الوقت الجاري إلى نحو 1200 ريال، مرجعا أسباب الارتفاع في الأسعار في تلك المنطقة وانتعاشها إلى توجه أمانة العاصمة المقدسة عبر ذراعها الاستثماري شركة البلد الأمين لإنشاء وتطوير الضاحية الغربية التي ستقام عليها مشاريع إسكانية ضخمة وتبلغ مساحتها نحو 80 مليون متر مربع، بالإضافة إلى تنفيذ متنزه مكة الوطني. وأضاف: «مؤشر معرض مكة للعقار والبناء والاستثمار 2010 كان جيدا في فكرته وتصوره، كونه يكشف معدلات الأسعار أمام جميع المستثمرين والزوار للمعرض. من جهته يرى المدير التنفيذي في شركة قمم الرواسي العقارية، سعيد الزهراني، أن المشاريع التطويرية الحكومية والخاصة التي تشهدها العاصمة المقدسة في الوقت الحالي، جعلت من المنطقة تزدهر عمرانيا في عدة مناطق بينما استقرت الأسعار في مواقع أخرى، مرجعا ذلك إلى أن غالبية من يريدون السكن في مكةالمكرمة يريدون أن يكونوا ضمن الحدود الشرعية لها، التي لا تتجاوز فيها نسبة المساحة التي يمكن البناء عليها نحو 35 % نظرا لطبيعة المنطقة الجغرافية. وفي معرض الرياض، يقول ماجد براك إن المعرض هذا العام حافل بالأفكار الجيدة والجديدة نوعا ما بالنسبة للعمليات الإنشائية: «ما شدني بالمعرض أن أغلب الشركات المشاركة سعودية مع أن المعرض دولي»، فيما يقول سلطان السهيمي إن مثل هذا المعرض يعكس التطور الكبير الذي تشهده المملكة من الناحية العمرانية وشركات العمران؛ فالمشاريع الضخمة التي تقوم بها الدولة تتطلب شركات ضخمة بحجم هذه المشاريع لتواكب الحضارة العمرانية بالعالم الجاري، كما أكد كل من عبدالله وعبدالعزيز الغامدي طالبان بقسم الهندسة المعمارية بجامعة الملك سعود، أنه يفترض أن تكون المشاركات الدولية أكبر وخاصة من الدول الكبيرة، لتكون الفائدة أكبر للمستثمرين والأفراد من الأفكار الجديدة والمبتكرة على مستوى العالم