سجلت المشاركات النسائية في معرض التراث العمراني بقصر شبرا التاريخي إقبالا كبيرا، حيث استطاعت المشاركات الاستحواذ على اهتمام الزوار للاطلاع على حرفهن اليدوية في مجالات الخياطة وصناعة الرحى والقربة والرشا والدلو وإعداد الأطعمة الشعبية مثل السويق والدبيازة والخبز، حيث تجاوز عدد زوار غرفة العروسة 600 زائر من مختلف الفئات العمرية خصوصا الشباب الذين دفعهم حب الاستطلاع إلى التعرف على مكونات الغرفة ومقارنتها بغرفة العروس اليوم. وتجيء هذه المشاركات ضمن مشاركة المحافظة في فعاليات المؤتمر الدولي للتراث العمراني في الدول الإسلامية، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، وانطلقت فعالياته الأحد الماضي. وذكرت الحرفية أم خالد، مصممة غرفة العروسة، إنها هدفت من تصميمها ربط الماضي بالحاضر، مشيرة إلى أن محتويات الغرفة تتكون من فراش مسجى على الأرض، وثوب العروسة، والبرقوش، والقناع، وكذلك الحزام، وهي قطع استلزمت منها شهرا حتى تحيكها بالشكل الذي يماثلها في الواقع. وعبرت عن أمنيتها أن يعود بها الزمن لتعيش الماضي الجميل، كما وصفته، بعد أن ضايقها صخب الحياة وضوضاء المدينة وغثاء الموضة المتكلفة: «كانت المرأة في الماضي لا ترتدي سوى النقاب وثوب واسع، وكانت تسقي الأغنام، وتحضر الماء في قربتها، بل تمتطي بعيرها وتجوب به في الصحراء، وتبحث عن مصادر لقمة العيش لها ولذويها». واعتبرت أم خالد أن المرأة قديما كانت تتصف بقوة العزيمة والصبر وتحمل مشاق الحياة ومشاطرة شريك حياتها مسؤولية وأعباء الحياة، فقد كانت تصنع الرشا والدلو، وفي الوقت نفسه كانت تتمتع بصحبة صديقاتها والترفيه قرب بئر المياه، حيث ينشدن الأهازيج التي تبعث فيهن النشاط والحماس لمواصلة برنامج اليوم. وأضافت أم خالد أن المرأة اليوم رغم فرص التعليم والعمل الكثيرة التي وجدتها في مختلف المجالات، لكنها بدت أكثر ضعفا واستسلاما لكثير من الأمور الانصرافية، حيث أغرقت نفسها بمساحيق التجميل بسبب غزو العولمة والفضائيات وغيرها من الأمور: «في وقتنا لم نكن نعرف سوى الكحل الطبيعي فقط». أما السيدة أم فايز فوقفت في معرضها، ورحبت بالحضور، وناولت فنجان القهوة لزوارها، وقدمت لهم شرحا عن معرضها الذي يحتوي على الهودج ومحتوياته، وهو الذي تنقل عليه العروسة من بيت والدها إلى بيت زوجها. وأشارت أم فايز في حديث ل«شمس» أنه طُلب منها المشاركة ضمن المعرض، ولم تمانع، نظرا إلى رغبتها في إطلاع الكثيرين على ما لديها من إنتاج تراثي يعكس هوية الماضي، مشيرة إلى أنها امتهنت الخياطة وإعداد الأطعمة الشعبية. وقالت إن لديها الرغبة في المشاركة ضمن فعاليات سوق عكاظ في دورته المقبلة، بعد ما لمسته من اهتمام واسع خلال مشاركتها في هذه الفعالية.