تتميز أفراح البيت الأبيض على مر التاريخ بالفخامة والشهرة والأمن؛ ويراها البعض وسيلة مضمونة لرفع شعبية الرئيس وكسب ود الجماهير. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما استقبل أخيرا نظيره المكسيكي فيليبي كالديرون وزوجته في حفل عشاء تناول فيه المدعوون الطعام على موسيقى الجاز واستمعوا للمغنية بيونسيه. ولم يدخر أوباما والسيدة الأولى ميشيل جهدا في إقامة العشاء الرسمي الثاني منذ أن تولى الرئاسة في يناير العام الماضي. وشهد الحفل بعض المفاجآت والمواقف الطريفة. وتكريما لولاية ميتشواكان المكسيكية مسقط رأس كالديرون والفراشات التي تهاجر إليها كل عام، أقيم الحفل الترفيهي بعد العشاء في خيمة واسعة بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض زينت بفراشات اصطناعية وفقاعات زجاجية معلقة في السقف. وإضافة إلى المغنية السمراء بيونسيه شمل الحفل الساهر عزفا لثنائي الجيتار المكسيكي رودريجو وجابريلا. ورحب أوباما بنظيره المكسيكي وزوجته مارجريتا زافالا معلنا أن « بلادنا مثل بلادكم، لها فريق كرة قدم جيد للغاية»؛ حيث يستعد الفريقان الأمريكي والمكسيكي لمباراة تجمع بينهما في نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010 يونيو المقبل في جنوب إفريقيا. وتحدث عن الأحلام المشتركة لشباب البلدين، مستشهدا بمقولة الشاعر المكسيكي أوكتافيو باز أنه «ينبغي على الأشخاص ليس فقط التمني ولكن أن يكونوا مستحقين لأحلامهم». ولبيان الترحيب الخاص بكالديرون، استدعى أوباما وزوجته أحد أفضل الطباخين المفضلين لديهما من شيكاغو، وهو ريك بايليس، المعروف ببرنامجه التليفزيوني الذي يقدم فيه وصفات الأكلات المكسيكية. وقام بمساعدة طباخ البيت الأبيض في إعداد الطعام للمأدبة. وجاء كثير من الخضراوات المستخدمة من حديقة المطبخ الخاصة بميشيل أوباما، التي زرعت لتشجيع الخضراوات الصحية من أجل أطفال أمريكا. واستقبل أوباما ضيفه بود كبير موضحا أنهما ليسا مجرد جارين، بل «نحن باختيارنا أصدقاء وشركاء. وأنه من خلال التنسيق معا، تستطيع أمريكا والمكسيك إيجاد فرص عمل وتعزيز الازدهار وضمان أمن الحدود»، وذلك قبل أن يفاجئ الرئيس المكسيكي الجميع بتوجيه نقد صريح من داخل البيت الأبيض لقانون الهجرة الجديد الذي تبنته ولاية أريزونا الأمريكية، مشيرا إلى أنه يعرض المهاجرين اللاتينيين إلى التمييز: «أعرف أننا نتشارك الاهتمام في تعزيز ظروف الحياة الكريمة والقانونية والنظامية لجميع العمال المهاجرين». وأضاف: «الكثيرون منهم على الرغم من مساهمتهم في اقتصاد ومجتمع أمريكا لا يزالون يعيشون في الظلال وأحيانا كما في أريزونا، يواجهون حتى التمييز ضدهم». وكانت ولاية أريزونا أقرت العام الجاري قانونا مثيرا للجدل يسمح للشرطة بطلب وثائق هوية أي شخص يشتبه في أن إقامته غير قانونية في أمريكا. وقد واجه القانون انتقادات تنطوي على التمييز ضد الأمريكيين من أصل مكسيكي .