صب السخط حول حادث غرق سفينة حربية مزيدا من الزيت على نيران التوتر بين جنوب وشمال شبه الجزيرة الكورية، إذ تعهد الجانبان باتخاذ موقف متشدد بعد إعلان نتائج التحقيق في الحادث. وأعربت بيونج يانج عن غضبها إزاء نتائح التحقيق التي ذكرت أن السفينة الحربية الكورية الجنوبية تشيونان تعرضت لهجوم بطوربيد شنته غواصة من الجانب الشمالي. وأعلنت أن الوضع الحالي يرقى إلى «مرحلة الحرب»، فيما تعهدت كوريا الجنوبية باتخاذ «إجراءات صارمة ضد جارتها على خلفية غرق السفينة وجعلها تعترف بأخطائها من خلال تعاون دولي قوي». واستبعدت سيئول شن هجمات عسكرية انتقامية ضد بيونج يانج، وأكدت أنها تسعى لفرض عقوبات أكثر شدة. وفي الشمال رفضت كوريا الديموقراطية نتائج التحقيق ووصفتها بكونها «مختلقة»، وأوضحت أنها تنوي إرسال فريق إلى سيئول للتأكد من صحة نتائج التحقيق. وأخبرت جارتها كوريا الجنوبية بأنها تعتزم إرسال الفريق في نهاية الأسبوع الجاري للتأكد من صحة الدليل على غرق السفينة في مارس الماضي، حسبما ذكرت مصادر عسكرية. بيد أن مصادر من وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أعلنت أنه من الصعب قبول أي تحقيق تجريه كوريا الديموقراطية في صحة الدليل. وحذرت بيونج يانج من أنها سترد بقوة على أي عمل انتقامي من قبل كوريا الجنوبية ربما من خلال «تجميد كامل في العلاقات بين البلدين، أو إلغاء كامل للاتفاق حول عدم الاعتداء بين الشمال والجنوب، أو وقف التعاون في مشروعات بين الكوريتين»، حسبما ذكرت لجنة إعادة التوحيد السلمي لكوريا. وكشفت أن غرق السفينة الحربية خطوة أخرى تقوم بها سيئول لتشديد «العقوبات» عليها، واصفة النتائج بكونها «استفزازية للغاية». وأضافت «في تحقيق استمر لقرابة شهرين اختلقت مجموعة منتقاة ما وصفته بدليل دامغ.. إنهم جمعوا شتاتا وقطعا من الألومنيوم ما زال أصلها غير معروف وقالوا إنها دليل». وفي هذا السياق أعربت أمريكا، التي لديها 28 ألف جندي في كوريا الجنوبية، عن التزامها بمساعدة سيئول في الدفاع عن نفسها ضد «الأعمال العدائية». وأدان البيت الأبيض ما وصفه ب« العمل العدائي» الذي أدى إلى غرق السفينة. وحثت الصين جميع الأطراف المعنية على التحلي بالهدوء وضبط النفس وتجنب تصعيد الموقف.