هل أصبحت «التجارة الإلكترونية» مهنة من لا مهنة له من الشباب اليائسين والباحثين عن أعمال تجارية مربحة، من دون الدخول في مغامرات الربح والخسارة في التجارة العادية؟ هذا النوع من التجارة أثار فضول الكثير من الشباب الطامحين للتخلص من هاجس «البطالة»، سعيا منهم للوصول إلى ممارسة العمل التجاري والحصول على مكاسب مادية تغنيهم عن الحاجة، أو مشقة البحث عن وظائف ربما لا تحقق طموحاتهم. أبدى الشاب عبدالله جمال اهتمامه المتزايد بهذا «البيع عبر الشبكة»، وأشار إلى أنه يعمل في إحدى الشركات التي تمارس العمل الإلكتروني، معتبرا ذلك من أقوى الأعمال التي تناسب شريحة الشباب. ويتحدث عن طبيعة العمل الذي يمارسه: «من خلال إحدى المجموعات التي أنشأناها سابقا، بدأنا نشاطا تجاريا، لكن الدخل كان قليلا جدا، ومع ذلك أنا مقتنع تماما بالتجارة الإلكترونية، كوني لا أملك رأس مال جيدا، فالإنترنت اختصر لي الكثير من الأموال، ولكن أكثر ما يرهقنا متابعة العمليات الشرائية ووصولها إلى العميل». منتجات عبر الشبكة لا يفكر فيصل الحربي في تأسيس أي عمل تجاري إلكتروني، إلا أنه يحرص على التعامل الإلكتروني في الحصول على المنتجات، مع التعرف على المواقع المعتمدة التي تسوق لمنتجاتها بشكل مضمون. فيصل مقتنع بأن التجارة التقليدية أسهل، إلا أن بعض المنتجات لا تستطيع الحصول عليها إلا عن طريق الإنترنت. دخل 7 آلاف معاذ المغذوي يمارس عملا إلكترونيا في مجال التصاميم: «عن طريق الإنترنت أصل إلى شريحة كبيرة من الزبائن، أنجزت العديد من التصاميم للأفراد وبعض الشركات، وحققت منها أرباحا مقنعة، ودخلي الشهري يتجاوز سبعة آلاف ريال». ضوء إلكتروني أحمد محسن لا يزال في مراحله الأولية بالجامعة، ويؤكد أنه يحرص على حضور الندوات التي تهتم بالتجارة الإلكترونية كون التقنية هي الخيار الأكثر ربحا أمام الشباب: «والدي يتاجر في البضائع الإلكترونية لكن بالطريقة التقليدية، وأنا أحرص على أن أتقن مجال التجارة الإلكترونية لأستفيد من ترويج البضائع التقنية عن طريق الإنترنت، فأكون بذلك استفدت وكسرت البطالة». التقليدية.. متعبة ويشير محمود عدنان إلى أنه مارس العمل الإلكتروني قبل خمسة أشهر: «للأسف، الشباب ينظرون إلى العمل الإلكتروني بطريقة سلبية، مع أنه أكثر ربحا، بشرط أن يكون الشاب لديه استعداد لممارسة العمل أيا كان، وأعرف الكثير من الشباب الذين اقتنعوا بممارسة العمل الإلكتروني، وتغيرت نظرتهم له، واستفادوا كثيرا من الناحية المادية». كما أكد الشاب صهيب عسيلان أنه يدرس الفكرة، وإذا رآها مجدية فسيفتح لنفسه مجال عمل إلكترونيا يعود عليه بالمال. وأكد مسؤولون أن هذه الطريقة الجديدة تسهم بشكل واضح في التغلب على بطالة الشباب السعودي، إذا أحسن الشباب التعامل معها بالشكل الصحيح، ووفقا للمهندس نعمان المانع، مستشار في أمانة محافظة جدة: «الشباب لديهم استعداد للتحول من تصفح الإنترنت وإضاعة الوقت إلى المتاجرة والاستفادة ماديا، واستغلال التقنية في التجارة، فهناك العديد من التجارب التي نجريها من فترة إلى أخرى، كشفت أن الشباب يبدعون عند تكليفهم بعمليات تجارية عبر الإنترنت أكثر من إبداعهم عند استخدام الورق». وشدد المانع على أن بعض الشباب الذين لم يجربوا فكرة التجارة عن طريق الإنترنت يعتقدون أن هذه الفكرة غير مجدية: «بعد التجربة، سيكتشف الشباب أن هذه الطريقة أنفع لهم، إضافة إلى أنها لا تكلفهم الكثير من المال في عملية التسويق». ويتحدث عن المجالات التي يستطيع الشاب العمل من خلالها: «جميع المجالات مفتوحة أمام الشباب، فالمجالات التقنية والإلكترونية وبرامج الكومبيوتر هي الأكثر رواجا على الإنترنت» .