بعد مضي تسعة أعوام من انتشار القوات الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان وتقييم مصير هذه المعركة المستمرة كل هذه المدة، يرى كبير القادة العسكريين أن الصراع الذي تخوضه هذه القوات ضد مقاتلي طالبان لن يحسم المعركة رغم زيادة عددها بعشرات الآلاف خلال الأشهر القليلة الأخيرة. وصدر عن قائد القوات الجنرال الأمريكي ستانلي ماكريستال تقييمه المتشائم عن سير العملية العسكرية الحالية وهو نفسه الذي كان يتفاخر بالتقدم الذي كانت تحققه قواته قبل ثلاثة أشهر فقط. ورغم تأكيد الجنرال أن حركة طالبان فقدت الزخم الذي كانت تتمتع به عملياتها العام الماضي، إلا أنه أقر بأنه لا يوجد «رابح» في هذه المعركة والسبب ضعف حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي والفساد المتفشي في أوساط حكومته وهو الوضع الذي يمثل مأزقا محيرا لكل من لندن وواشنطن، أكبر داعمي الرئيس كرزاي. وفشلت الخطة العسكرية التي اقترحها ماكريستال والقاضية بزيادة عدد القوات الأمريكية بنحو 30 ألفا كي يحرر الأرض من قبضة مقاتلي طالبان ويسلمها للحكومة الأفغانية. وأكبر دليل على ذلك العملية العسكرية التي جرت في فبراير الماضي والتي أسفرت عن القضاء على وجود مقاتلي طالبان في منطقة مرجة بإقليم هلمند؛ حيث يسيطر حاليا مقاتلو طالبان ليلا على المنطقة والمدارس لا تزال مغلقة والمدرسون الذين عادوا إليها عند القضاء على نفوذ طالبان ما لبثوا أن فروا. وفيما تنقل القوات الأمريكية جهودها إلى إقليم قندهار المجاور، الذي تسيطر حركة طالبان على أجزاء منه فيما يسيطر والي كرزاي شقيق الرئيس الأفغاني، على أجزاء أخرى، فإن جوا من الرعب يسيطر على الإقليم؛ حيث يكرس مقاتلو طالبان كل جهودهم لإفشال خطة ماكريستال بينما حكومة كرزاي لا تبذل أي جهود في هذا المجال. فقد صعدت الحركة من عملية قتل الموظفين المحليين والأشخاص الذين يشتبه بتعاونهم مع القوات الدولية والحكومة الأفغانية، كما فر منسوبو الأممالمتحدة من الإقليم. وأخيرا، فقد أصبحت القوات الغربية في أفغانستان الآن غارقة في حرب أهلية أفغانية بين الأغلبية البشتونية من جهة والطاجيك والأوزبك والهزارة الذين يحكمون كابول من جهة أخرى، وأن الحرب ستستمر ما لم يحصل البشتون على نصيب عادل في حكم أفغانستان.