أشهر لص على الإطلاق، هو روبن هود، الشخصية الإنجليزية الفولكلورية. كان روبن هود فارسا شجاعا خارجا على القانون يسطو على الأغنياء، لأجل إطعام الفقراء، وصار مع الزمن أسطورة خالدة. لكن من قال: إن الإنجليز أفضل منا؟ عندنا -ولله الحمد- مئات ال «روبن هودات». وبحكم الخصوصية فإن روبن هوداتنا قرروا أن يقلبوا المعادلة، لأنهم -جزاهم الله خيرا- لا يحبون التشبه بالكفار. «روبن هوداتنا» يا سادة، يفعلون العكس. هم في الأساس أغنياء يسطون على الفقراء ليزيدوا ثرواتهم. احسبوا معي، كم عندنا روبن هود، حتى نذهب سويا إلى مدينة الضباب لنعلن لكل الشعوب أننا ضربنا الإنجليز في مقتل. عندكم روبن واحد فقط؟ أضحكتمونا، مساكين أنتم، نحن لدينا ألوف الروبن هودات. كم روبن «أسهم»، أنجبت لنا مضاربات البورصة؟ كم روبن «هامور» سلب الفقراء في مشاريع سوا والبيض والدجاج والبطيخ والكوسة؟. كم روبن «مسؤول» شفط موازنة مشروع، ليقدم لنا شوارع هشة وقنوات تصريف ليست موجودة إلا على الخرائط؟ كم وكم، و «الحسابة بتحسب». للمصادفة المحضة أيضا، فإن أغنياءنا لديهم حصانة ضد اللصوص. كم مرة سمعتم أن غنيا ما، تعرض منزله للسرقة؟ طبعا لا يحدث، لعدة اعتبارات: لأن لصوصنا «السناكيح» يعرفون جيدا أن بيوت الأغنياء مغطاة بشبكة أمنية. لصوصنا ليسوا إلا شلة أغبياء لا يمكنهم تجاوز لا شبكة أمنية ولا شبكة صيد سمك حتى، ولذلك رحم الله لصا عرف قدر نفسه. غير ذلك، فإن الشرطة تجتهد في القبض على لص يتجرأ ليسرق منزلا فخما. أما شقق «حقق الصلصة»، فديتها إرسال موظف يلطخ جدرانها بمادة سوداء ليزيد الناقص. لصوصنا الأغبياء، أذكياء فقط في هذه النقطة. يسرق فتات شقة وينجو بفعلته، أفضل كثيرا من أن يسلب فيللا ف«يروح في خرايطها».