نتبادل الطرائف دائما حول رواتبنا الشهرية، وأن الراتب قد انتهى قبل أسبوع أو أسبوعين من موعد نزول الراتب التالي، وبات الكثير منا يتعامل مع الأمر كمزحة لا أكثر، على الرغم من أن هذا الوضع المالي تقع فيه نسبة كبيرة من الموظفين، وبالذات فئة الشباب، على الرغم من قلة التزاماتهم المالية في الكثير من الأحيان. ماذا لو أصبحت هذه المزحة واقعا حقيقيا لنا جميعا؟ وأصبحنا مفلسين بحلول الأسبوع الثاني بعد تسلم الراتب؟ وضع مرعب أليس كذلك؟ حتى نتفادى الوقوع في هذه اللحظة المؤلمة يجب علينا أن نراجع أنفسنا ونراجع عاداتنا الإنفاقية على وجه التحديد، إذ تعتبر هي المؤشر الرئيسي على طول المدة التي نستفيد فيها من رواتبنا خلال الشهر، والدليل على وعينا الاقتصادي فيما يتعلق بالإنفاق الشخصي على الأقل. للأسف الشديد عندما تسأل بعض الشباب، عن رواتبهم وفيم ينفقونها تجد إجاباتهم على النحو التالي: راتبي يذهب لفواتير الجوالات «تزيد عن أكثر من رقم ولا أحتاج إلى معظمها» ومصاريف السيارة، وما شابه، والباقي لا أعلم! مجرد نثريات هنا وهناك. هذه النثريات التي تذهب هنا وهناك، نجد أنها هي الملتهم الأكبر لراتب الشاب من دون أي مبالغة، وهنا تظهر المشكلة، مشكلة نعاني منها كثيرا وهي أننا لا نتصرف في رواتبنا بذكاء وتخطيط مسبق، ولكن لو حاولنا وضع خطة مسبقة ذكية لكيفية الاستفادة القصوى من الراتب «بغض النظر عن مبلغه» سنجد أننا في نهاية الشهر موفرون لا مديونون. ويمكننا الاستفادة من بعض النقاط التي ستساعدنا في وضع خطة محكمة للاستفادة من أموالنا، من هذه النقاط: التعيين المسبق للمبالغ الواجب دفعها شهريا مثل الفواتير وغيرها، وتحديد المبلغ المراد توفيره كل شهر، ومحاولة الاستغناء عن بعض المصاريف غير الضرورية «وهو الأهم» وكذلك التحكم في أنفسنا وكبح رغبات النفس في بعض الأحيان حتى يأتي موعد الراتب المقبل.